في مقهى يُحاذي الموج وما بين الحنين وصفحات كتاب رشفة قهوة داكنة تُعيدني لعشرات السنين لعالم معطر بالحكايا إلى زوايا الطرقات الصغيرة إلى شجرة الياسمين تتدلى من بيت جارنا تنقذ صباحاتنا القاتمة نتسارع ونستبق لقطفها نعطر فيها أجسادنا الصغيرة إلى رائحة المطر في الأرض تتفتّح عن ألف عطرٍ وعطر إلى رائحة الشجر وفسحة مع الألوان نتدثر بالأزهار استقر شريط الذكريات بقاع فنجاني فوقفت أرسم على الرمل خريطة وطني وأُحدد مسكنك! اقتربت مني سيدة مُسنة همست بلكنتها الأجنبية تُشير للخريطة جميلٌ هو وطنك سألتني بفضول: ما الذي حددتِ بالخريطة أخبرتها وطني الصغير مسحت بيدها على شعري وغادرت وهي تلتفت علي وتبتسم كنت ووطني ترافقاني في سفري! ** ** - منيرة الخميري