تأهيل الشباب السعودي من الجنسين للانخراط في العمل والمُنافسة في أكبر مشروعين تشهدهما المنطقة (نيوم) و(القدِّية)، أمر في غاية الأهمية، لناحية المُنافسة على الوظائف التي ستوفرها هذه المشاريع العملاقة التي تشكِّل فرصة ذهبية لأبناء وبنات الوطن ضمن رؤية المملكة 2030 - برأيي - أنَّ الحدث أشبه بما صنعته (أرامكو) في الستينات والسبعينات الميلادية، عندما فتحت الباب أمام السعوديين للعمل، وقامت بتأهيلهم وابتعاثهم للخارج، ليتغيّر وجه المنطقة آنذاك، بفضل تأثير أرامكو واكتشاف النفط، وليُصبح موظفو أرامكو حتى اليوم هم الأكثر احترافية على خارطة القطاع الخاص، بل ويتم الاستعانة بهم في العديد من المشروعات الحكومية. الصورة في مُحافظة العُلا ومشاريعها بدأت في الاقتراب من مشهد أرامكو السابق، مع ابتعاث الهيئة الملكية للعُلا عدد من أبناء المنطقة للدراسة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ومنحهم فرصة تطوير مهاراتهم الفنية والقيادية، للمُشاركة في حركة التنمية المُستقبلية لمنطقتهم خصوصاً في مجالات السياحة والفندقة وعلم الآثار وغيرها، بالمُقابل (نيوم، البحر الأحمر، القدِّية) مشاريع سعودية عملاقة وعالمية، ستستقطب عشرات الآلاف من الوظائف، علينا أن نسأل أنفسنا أين موقع السعوديين منها الآن؟ خصوصاً لناحية المجالات الجديدة والحديثة على مُجتمعنا، الأمر الذي يتطلب من القيِّمين على جهات التدريب والتأهيل والتعليم، بذل المزيد لتأهيل الكوادر الوطنية لهذه التخصصات المُستقبلية، وأن يقوموا بدورهم المُناط بها حتى لا يسبق صوت هدير معدات الإنشاء، أصوات قاعات التدريب والتأهيل المُتخصص. النتائج مُختلفة بين استقطاب خريجين للعمل في هذه المشروعات العملاقة، وبين تدريب وتعليم الطلاب بعد المرحلة الثانوية، وتأهيلهم مُباشرة لوظائف مُحدَّدة تتطلبها تلك المشاريع، بكل تأكيد المُنافسة ستكون مُختلفة، وهذه التجارب معمول بها في أمريكا واليابان وكوريا، وتعطي نتائج مُذهلة غيَّرت من حياة هؤلاء ومُجتمعاتهم، الفُرصة لا تزال حتى اليوم في بدايتها، والباب مفتوح أمام الجامعات ومراكز التدريب لصنع الفارق. وعلى دروب الخير نلتقي.