هل انقلب السحر على الساحر في علاقة تنظيم الحمدين المشبوهة مع وسائل الإعلام الأجنبية؟ يبدو الأمر مُثيراً للاهتمام، فإمَّا أنَّ عقد (الزواج العُرفي) بين الدوحة ووسائل الإعلام هذه انتهى، ممَّا يُنبئ بأنَّ الأيام القادمة حُبلى بالمزيد من الحقائق الفاضحة، وإمَّا أنَّها مُحاولة ابتزاز تُمارسها هذه الوسائل ضمن فصول (الصفقة المشبوهة) مع هذا التنظيم الأحمق ليُغدق عليها أكثر. ما حدث مع الBBC وتقريرها الأخير عن فضيحة (المليار دولار) التي تورَّط فيها تنظيم الحمدين، ليس سوى صفحة واحدة فقط، ظهرت من مُجلدات الفضائح القطرية التي تتكتم عليها وسائل الإعلام الأجنبية، بفعل تأثير المال القطري الذي اشترى سكوت هذه الوسائل، فيما يُعرف بصفقات (تلوين الواقع) الذي يُمارسها التنظيم بشراء ذمَّم بعض الصحفيين والكتاب ووسائل الإعلام، لتلميع صورة قطر ودعم وجهة نظرها ومواقفها -خصوصاً فيما يتعلق بالأزمة الخليجية الأخيرة- لتظهر الدوحة في الرأي العام العالمي وكأنَّها (ضحية) بدلاً من حقيقتها المقيتة المتورِّطة في الإرهاب - حتى النخاع - من خلال تمويل مراكز بحثية أجنبية بواسطة (حمد بن جاسم)، وإنشاء كيانات صحفية ومواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية في الغرب بمعرفة (عزمي بشارة)، وشراء أسهم في صحف أجنببية عدة، فضلاً عن الذباب الإلكتروني القطري المُنتشر في كافة وسائط التواصل الاجتماعي، لتُشكِّل كل هذه المنظومة الإعلامية التي حشدها التنظيم، أذرعا إعلامية مُساندة لشبكة الجزيرة، تمنع انتقاد قطر أو فضحها، وتبث تقارير مغلوطة بمُهاجمة السعودية والإمارات ومصر والبحرين، ونشر الفتن والقلاقل في المنطقة. رغم إنفاق وضياع كل هذه المليارات -من مال الشعب القطري الشقيق- اهتز عرش الورق الذي بناه تنظيم الحمدين، مع أول تقرير تلفزيوني غربي كشف جزءاً من حقائق تورّط هذا النظام في دعم وتمويل الإرهاب، وهو ما يؤكد أنَّ تنظيم شرق سلوى عُرضة (للتعرِّي) أكثر من أي وقت مضى بكل خُزي، بسبب أفعاله ودسائسه ومؤامراته الخبيثة، فغطاؤه هش، وغير ساتر، وستطير به الرياح حتماً متى ما هبَّت، وتوقف المال والدعم القطري عن هذه الوسائل الإعلامية. وعلى دروب الخير نلتقي.