ارتفاع أعداد السعوديين المُشاركين في استطلاعات الرأي التي نفذها المركز الوطني التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في النصف الأول من العام الجاري مُقارنة بالعام الماضي -أمر يدعو للتفاؤل- لأنَّنا في حاجة سماع آراء حقيقة وصادقة من داخل المجتمع السعودي تجاه القضايا السعودية، لمعرفة توجهات المُجتمع وانطباعاته تجاه الموضوعات والقضايا والتحولات المطروحه التي يعيشها، والقضايا التي تمسُّ حياته اليومية، بعيداً عن النتائج المُعلَّبة التي تسوِّقها لنا مؤسسات وشركات أجنبية. سنوات طويلة ومجتمعنا مثل بقية مُجتمعات المنطقة، الرأي العام فيه يتم رصده وإعادة تقديمه لنا غالباً من مؤسسات استشارية وجهات أجنبية تجتهد لإعلان النسب والأرقام -التي أعتبرها غير دقيقة تجاه الكثير من قضايانا- لأنَّنا ببساطة لا نعلم المعايير العلمية التي تم الالتزام بها، والخطوات المُتبعة من قبل تلك الجهات، لتحديد الشرائح المُجتمعية التي تعكس رأي المُجتمع بشكل صادق ودقيق، وكان علينا آنذاك التعامل معها وتحليلها نظراً لغياب البديل المحلي الموثوق، اليوم تبدو مُشاركة 37.335 سعودياً وسعودية بآرائهم في استطلاعات المركز الوطني (لبنَّة أولى) في المسار الصحيح، خطوة تستحق الإشادة والتشجيع، خصوصاً وأنَّها تطرقت لموضوعات تهم المواطن، كثقافة المرأة تجاه قيادة السيارة، العنف ضد المرأة، استخدام الأطفال للأجهزة الذكية، ظاهرة التسول، آراء المجتمع السعودي تجاه مُسلسلات رمضان، وغير ذلك من الموضوعات، في وقت يُنتظر فيه أن تكسر مُشاركة السعوديين والسعوديات حاجز ال60 ألف مُشارك نهاية العام، وهو ما يُفيد حتماً صُنَّاع القرار في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في أخذ تلك الآراء بالحسبان، لاتخاذ مزيد من القرارات المناسبة والمُلائمة لتطوير البرامج والمشروعات والسياسات التي تتبناها الدولة لتحقيق رؤية المملكة 2030. نحن بحاجة لوجود مزيد من قنوات التواصل المحلية الموثوقة من هذا النوع، وهنا يُمكن أن يلعب القطاع الخاص السعودي والمؤسسات الصحفية دوراً جوهرياً في هذا الملف لو تم الاستثمار فيه بشكل صحيح، فما زالت آراء المُجتمع وانطباعاته ترصد في أحسن الأحوال عبر ما يُثار في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تظل قنوات غير دقيقة ولا تعكس بالضرورة الواقع الحقيقي كما هو، لأنّه يمكن اختراق استطلاعات الرأي فيها بكل سهولة عبر أنظمة إلكترونية وهكرز وحسابات وهمية، قد تُعطي انطباعاً وشعوراً مُغايراً لحقيقة ما ينبض به المُجتمع. وعلى دروب الخير نلتقي،،،