اعتبر عدد من الأكاديميين، أن إنشاء أكاديمية للتدريب واستطلاعات الرأي العام (التي سيدشنها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني اليوم) خطوة «هامة» وإن جاءت متأخرة، خصوصاً أن «المجتمع بحاجة ماسة لها»، مطالبين بأن «تعمل الدراسات الاستطلاعية للمجتمع بطريقة نزية ومحايدة لإيصال معلومات دقيقة إلى أصحاب القرار، قبل أن يتخذوا قراراتهم المهمة التي تمس حياة الناس خصوصاً». وأكد عضو مجلس الشورى والأكاديمي الدكتور عبدالرحمن العناد، «إننا بحاجة شديدة لهذه الأكاديمية من أجل مساعدة صاحب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة في المسائل التي تهم شرائح كبيرة من المجتمع وتهتم بالرأي العام»، مضيفاً في حديث إلى «الحياة»: «نأمل بأن تطبق الاستطلاعات بطريقة عملية محايدة ودقيقة، لكي توصل معلومات حقيقة إلى متخذي القرار سواء كان ذلك لمعرفة الرأي العام قبل اتخاذ القرارات المهمة، أو حتى بعد اتخاذ بعض القرارات لمعرفة ردود الفعل وتقويم الإيجابيات والسلبيات، إذ إن استطلاع رأي المجتمع قبل أو بعد اتخاذ القرار ستفيد جداً صاحب القرار، بحيث تكون تلك القرارات مبنية على فهم وإدراك للتوجهات الحقيقية والواقعية للرأي العام». بينما اعتبر المشرف العام على الإدارة العامة للإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالرحمن النامي في حديث إلى «الحياة»، أن «تدشين الأكاديمية خطوة إيجابية، خصوصاً إذ ركزت على جانب الشباب لقياس اتجاهاتهم وأخذ رأيهم في الخدمات المقدمة لهم، حيث أنها خطوة رائدة، ويجب أن تركز بدرجة كبيرة على الشباب لمعرفة ما يرغبون فيه ويتمنونه، خصوصاً وأن لديهم طموحات كبيرة وآمال وأن تكون الأكاديمية وسيلة مثلى لمعالجة المشكلات التي يواجهونها». من جهته، أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، أنه بعد مضي نحو 10 أعوام على إنشاء المركز، نسعى حالياً لتقويم تجربته وتفعيل العديد من الخطوات التي تخدم الحوار الوطني، معتبراً أن تدشين الأكاديمية يعد «قفزة نوعية في عمل مركز الحوار الوطني، خصوصاً أننا لاحظنا في الأعوام الأخيرة، أن هناك سجالات كبيرة في المجتمع حول قضايا مهمة، ولكن تلك السجالات ينقصها مرجعية قوية لتوثيق المعلومة». وأشار بن معمر في حديث ل»الحياة»، أن «هدفنا من إنشاء الأكاديمية، تعميق آليات بناء الرأي العام، من خلال استطلاع الآراء والتوجهات، لأنه في أية قضية خلافية لا بد من توثيق المعلومة الصحيحة بالأرقام والإحصاءات، وإلا أصبحت مبنية على معلومات غير دقيقة»، مؤكداً أنه «تم إنشاء الأكاديمية على أعلى المستويات، وبنفس مستوى المؤسسات المماثلة في الدول التي لها تجارب متقدمة في استطلاعات الرأي، إذ جهزنا الأكاديمية بالأدوات اللازمة كلها، لتستطيع تغطية شرائح كبيرة من المجتمع في المملكة». وذكر أن المركز «سيعمل على أن تكون هذه الأكاديمية بيت الخبرة الأول في نشر ثقافة الحوار وطنياً وإقليمياً، بالتدريب على الحوار واعتماد المدربين والمدربات المعتمدين في نشر ثقافة الحوار، واستطلاعات الرأي التي تمس المجتمع مباشرة، وتسهم في التعرف على اهتماماته وتوجهاته، وإتاحة المجال للجميع من دون استثناء، للاستفادة من برامج الأكاديمية في شكل مؤسسي وعلمي»، مشدداً على «استطلاعات الرأي لها رسالة مهمة جداً، تتعلق في توفير البيئة المناسبة للتواصل بين متخذي القرار في القطاعات المختلفة وبين المجتمع، من خلال رؤية واضحة يكون فيها المركز أداة أساسية وفاعلة في توفير المعلومات التي يمكن أن تكون أساساً صحيحاً لوضع التصورات المستقبلية، وربط مشاريع الدراسات الاستطلاعية بحاجات المجتمع وقضاياه».