في صناديق الذكريات، بالشتات، في صدر الأمنيات أتذكرين: وأنا أتنفسك في الصباح! كان حديثك ِوجبة إفطار شهية قبل أن تلتهمني نيران الغُربة لأجدكِ بالمساء برداً وسلاما سنوات الغربة تعتقلني ويزاحم الشيب مفرقي تسرقني زحمة الشوارع فأتيه بين الوجوه الجامدة الأربعة أرقام الأخيرة من هاتفكِ تُعيدني للحياة! أبتسم وأبتسم وأبتسم تعلو ضحكتي وأنطلق هناك لا أحد يلتفت لا أحد يرمقني لا أحد يتلصص علينا فقط أنا وصوتكِ وحدود الوطن بغيابكِ اخترعوا لي وصفة فقررت ذات يوم نسيانك! كتبت «النسيان» على جدران غرفتي على نافذتي و مرآتي كتبته بكل لغات العالم على صندوق بريدي وقاع فنجاني حاولت الخروج منكِ لأجدكِ كل يوم تُجيدين بجيوشكِ احتلالي فعاهدت نفسي ألا أسمع في الصباح صوت امرأةً غيركِ. ** ** - منيرة الخميري