في تهكم وسخرية «ستكون مشاهد جنازتي جميلة ومؤثّرة، لكني لن أراها للأسف. رغم أنني سأحضرها بالتأكيد». عبارة كتبها ليضحك عليها جيل كامل في الثمانينات وربما من تلاهم ممن أسعفه الحظ - ليجرب متعة القراءة الورقية - عرّاب الشباب د. أحمد خالد توفيق اختاره القدر من بيننا في يوم 3 أبريل 2018م ليُفجع جيل الثمانينات ومن شبّ على رواياته وقصصه الرائعة بهذا الخبر وليتبادر لأذهانهم جميعاً عبارة تهكمية كتبها مرة في 2011م عن مرض مفاجئ ألمَّ به «كان من الوارد أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر» عبارة كتبها أيضاً بتهكم كعادته في الكتابة ولتدور الأيام والسنوات ويتحقق ذلك التنبؤ فيختاره الله في يوم 3 أبريل!! وليتمتم الكثير وأولهم ابنه «محمد» (كانت جنازتك جميلة ومؤثِّرة، لكنك لم تتمكّن من رؤيتها للأسف. لكنك لم تحضرها يا أبي). فُجعت كثيراً بهذا الخبر وكان عزائي الوحيد على ذلك عبارة كتبها بتهكم وترددت كثيراً «عزاؤك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شاباً!» أحمد خالد توفيق (1962 - 2018)، كاتب مصري قدير من أوائل الكتّاب في أدب الرعب والذي يعتبر من أصعب أنواع الأدب في الكتابة تعدَّدت كتاباته ما بين مؤلفات وترجمة وتنوَّعت ما بين روايات ومقالات وكتب علمية، كما تميّزت كتاباته عموماً بأسلوب السخرية والتهكم وبطريقته السلسة والسهلة فكان القراء كذلك يتمتعون بهذا الأسلوب السهل فيتحمسون لقراءة المزيد. كان - رحمه الله - يملأ صفحات كتاباته الروائية بالمعلومات القيمة، كان هو والدكتور نبيل فاروق عرابي جيل الثمانينات، فلعل جيل الإنترنت والسوشال ميديا يستعيدون ما ضاع عليهم من متعة فيحاولون البحث عن كتاباته ليستمتعوا قليلاً. رحمك الله يا د. أحمد خالد توفيق ** **