ضمن أقوال سمو ولي العهد (25-4-2016م) جاء «نحن ننظر للقطاع غير الربحي بأنه قطاع مهم.. وسنعتمد على القطاع الغير ربحي بشكل رئيس». هذا القطاع يتمثَّل في أربعة أنواع رئيسة من المؤسسات أو الجمعيات وهي: 1. الخيرية charitable 2. التعاونية cooperative 3. غير الربحية non-profit/ foundation 4. الوقفية endowment نعيد الطرح في هذا الموضوع بمناسبة تعيين نائبة لوزير العمل والتنمية الاجتماعية، وجزء من مهامها الإشراف على الجمعيات التعاونية والخيرية. الشؤون الاجتماعية لدينا تشرف أو تركز على على الفئتين الأولى؛ الجمعيات الخيرية والتعاونية؛ وليس لديها تشريعات واضحة حول الفئتين الأخريين. والجهات الأخرى كوزارة التجارة كذلك لديها تشريعات للشركات والمؤسسات الربحية وليس غير الربحية. سأتجاوز التعاونية والخيرية فهي موجودة وابدأ بالأوقاف وهي آلية تمويل لأي من المؤسسات والقطاعات الأخرى، لكنها تحتل مكانة رئيسة عند نقاش العمل غير الربحي. هيئة الأوقاف تعاني في لانتقال نحو مفهوم الأوقاف الحديثة بجوانبه التنظيمية والتشريعية والاقتصادية الحديثة. هناك توجه لدى بعض المؤسسات التعليمية والثقافية والصحية نحو تأسيس مفهوم الأوقاف لكن الآليات لا تساعدهم على ذلك بشكل ميسر وسهل. بدليل تعثر أوقاف بعض الجامعات دون أن نعرف المرجعية التي صرحت بها وتتابعها وتحكمها. الأوقاف ربما تكون مفاهيمها الدينية واضحة، لكن تظل بحاجة إلى تأطير مرجعيتها وتطوير وتسهيل أنظمتها الإجرائية المختلفة كأنظمة الحوكمة والتقارير المحاسبية السنوية وغير ذلك. المؤسسات غير الربحية هي المفهوم غير الواضح في التشريعات المحلية. البعض يعتبر كل مؤسسة غير ربحية جمعية خيرية وهذا تعريف غير دقيق. الجمعية الخيرية تخصص جزءاً كبيراً من دخلها للعمل الخيري بينما لا يعتبر ذلك شرطاً لجميع المؤسسات غير الربحية التي ليس مطلوباً منها أن تصرف أرباحها في العمل الخيري وإنما في عمل يعود ريعه لتطوير المؤسسة ذاتها. على سبيل المثال بإمكان الجامعة أو المستشفى أن يكون مؤسسة غير ربحية، لكن عمله يبنى على أسس اقتصادية وفكرة غير ربحية تعني أن تحقيق رسالته النوعية يسبق هم تعظيم الأرباح وجل دخله يستخدم في تطويره وليس في توزيعه كصدقة أو أرباح للملاَّك. غياب التعريف والتشريع للمؤسسة غير الربحية غير الخيرية أو غير التعاونية يجعل مؤسسات مثل الجامعات الأهلية غير الربحية، كجامعة سلطان، تكون تحت مظلة مسميات جمعيات خيرية بينما واقعها غير ذلك. كما أن غياب هذا المفهوم يجعلنا لا نرى مؤسسات غير ربحية (Foundations) تخص أرامكو وسابك والسعودية والبنوك. مثال آخر، مؤسسة الوليد بن طلال تصنف غير ربحية (Foundation) خارجياً وكمؤسسة خيرية Charitable داخلياً. عالمياً نجد من أشهر المؤسسات غير الربحية مؤسسة فورد، وهي مؤسسة تاريخية انتشرت عالمياً وأصبحت رؤوس أموالها بالمليارات، وقد تساءلت يوماً: هل نرى مسك الخيرية تصبح فورد السعودية! هذه شروحات مبسطة بعد ملاحظة ضعف التشريعات للمؤسسات غير الربحية التي لا تنضوي تحت مفهوم التعاوني أو الخيري. أعتقد أن تحرير المصطلحات وتطوير مفهوم المؤسسات غير الربحية سيسهم في زيادة مساهمة هذا القطاع المهم في عجلة الاقتصاد المحلية.