قبل أشهر قليلة؛ لم يكن بمقدور أمانة المنطقة الشرقية إنجاز عمليات إزالة المباني الآيلة للسقوط في حي «المسورة» والتي تم تعويض ملاكها بعد نزع ملكيتها لمصلحة مشروع تنموي رائد يهدف لتطوير العوامية ومركزها الرئيس. سعى الإرهابيون لإفشال المشروع ووقف عجلة التنمية؛ واستهداف عمال الشركة المنفذة ومعداتها وإرهابهم من أجل التوقف عن العمل. لم يكن الإستهداف موجها للعمالة ورجال الأمن فحسب؛ بل تجاوزهم نحو سكان العوامية الذين ضاقوا ذرعا بهم؛ وبعملياتهم الإرهابية التي حرمتهم المشروعات التنموية التي تنعم بها محافظة القطيف والمحافظات الأخرى. تمكن رجال الأمن من تطهير المسورة؛ وإعادة الأمن للبلدة؛ وتسليم الموقع إلى أمانة الدمام المعنية بتنفيذ مشروعها التنموي في وسط العوامية. ويوم أمس الأول، وضع الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز؛ أمير المنطقة الشرقية حجر الأساس لتطوير وسط العوامية بمقر المشروع، معلنا بداية انطلاق قطار التنمية وعودة الأمن وإنجاز وعد الحكومة بتنفيذ المشروع التنموي المهم للبلدة ولمحافظة القطيف. توج الأمير سعود بن نايف بزيارته وتدشينه المشروع التنموي جهوده المباركة في تعامله مع أزمة «حي المسورة» ومعالجتها بحكمة وتروي ودبلوماسية وفرت لعمليات التطهير الأمني الدعم الكامل من أهالي العوامية ومحافظة القطيف، وهو امتداد لرؤية القيادة في تعاملها مع مواطنيها وإن حاد بعضهم عن جادة الصواب. فقد بذلت الدولة كل ما تستطيع من أجل تنمية العوامية والارتقاء بخدماتها وتطوير مرافقها الرئيسة وتحلت بالصبر في مواجهة الإرهابيين وأعداء التنمية؛ برغم الخسائر البشرية التي تعرض لها رجال الأمن؛ وعمليات الاستهداف الممنهجة؛ حتى أيقنت أن لا فائدة ترجى من الصبر فحزمت أمرها لتطهير البلدة والقضاء على الإرهابيين في أيام معدودات لتثبت أنها قادرة على اجتثاثهم بسهولة لولا الصبر والأناة والحكمة في التعامل مع الإرهابيين المتغلغلين في الأحياء المأهولة. وتوج الأمير سعود بن نايف بزيارته الجهود الأمنية التي نجحت في تطهير حي المسورة من الإرهابيين وحماية السكان؛ وإعادة الأمن للمحافظة، وكان لرجالها الأبطال الفضل بعد الله في القضاء على الإرهابيين؛ وتمكين الجهات الحكومية من تنفيذ مشروعها التنموي الأهم، إضافة إلى جهود الشرفاء الوطنيين من أهالي العوامية ومحافظة القطيف الذين وقفوا أمام الإرهابيين وتعاونوا مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عنهم. «مشروع تطوير حي المسورة» يعكس الفكر التنموي الأمني للحكومة في مقابل فكر الإرهاب والتطرف الذي سيطر على الإرهابيين وكل من دعم أنشطتهم التخريبية التي حرمت العوامية والمحافظة من كثير من المشروعات والخدمات المهمة. الأمن قاعدة التنمية الصلبة والإندماج المجتمعي والولاء الوطني إطارها الوثيق وما نراه من متغيرات إيجابية مؤثرة تتماهى مع الرؤية الوطنية الجامعة إلا أن مستهدفيها من الداخل والخارج لن يتوقفوا عن محاولاتهم البائسة التي ستتحطم بإذن الله على جدار الأمن والتنمية والمجتمع المتلاحم مع قيادته.