انفرجت أسارير أهالي محافظة القطيف عامة، وبلدة العوامية خاصة، وهم يستمعون للبشرى التي أعلنها أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف أمس الأول (الثلاثاء)، زافاً لهم بدء انطلاقة المشروع الوعد والأمل وسط العوامية، داعيا إياهم لرؤية المشروع على أرض الواقع بعد 12 شهرا من الآن. وفيما أيقن أبناء القطيف بأن الوعد تحقق، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين أوفت بما وعدتهم، بدأ العد التنازلي لحساب الأيام والساعات ليشهدوا ميلاد بلدة متطورة أمامهم، شعاره «التنمية الشاملة في مواجهة الإرهاب». هم يعرفون أنهم دفعوا وبلدتهم العوامية على مدى سنوات مضت فاتورة الفكر الضال، الذي اختبأ في المنازل الآيلة وبين السراديب الضيقة مستغلا عشوائية الموقع، منطلقا من المزارع للعمل على زعزعة أمن هذه البلدة، بعدما استسلم ثلة من شبابها للفكر الضال وانساقوا وراء أصوات أعداء المملكة في الخارج. لكنهم الآن بما يرونه بأم أعينهم من زي ناصع البياض ارتدته بلدتهم، وبما يلمسونه على أرض الواقع من هدير معدات العمل والبناء، يدركون أن مدينتهم على طريق الوعد في تحولها إلى «بؤرة» إشعاع حضاري حديث، متضمنة الخدمات المطلوبة لسكانها كافة، ضمن مشروع إزالة 488 وحدة سكنية متفاوتة المساحات، على خلفية تطوير الحي ومواكبته للتنمية. إرساء قواعد الإعمار وأكد عدد من أهالي القطيف أن الحكومة نجحت بكل جد وتفان في مواجهة الإرهاب، ووقف امتداده وتوغله في القطيف عن طريق الإعمار والتشييد، وإرساء قواعد تمهد لبناء حضارات إنسانية حديثة، منوهين بحكمة ولاة الأمر في مواجهة الإرهاب والإرهابيين. وأوضحوا ل«عكاظ» أن مشروع المسورة وسط العوامية سيخدم الحركة التنموية لمحافظة القطيف والعوامية على وجه الخصوص، إذ سيضع البلدة في الخريطة السياحية في المرحلة القادمة، خصوصا أن المشروع يحتوي على العديد من المواقع السياحية والاستثمارية ما يسهم في إحداث نقلة نوعية سيبدأ المواطن في تلمسها بعد عام تقريبا. ويتضمن مشروع وسط العوامية الذي يقع على مساحة 180 ألف متر مربع عددا من المعالم المعمارية التي توفر خدمات متعددة، مثل الخدمات الثقافية، والسياحية، وغيرهما، وإعادة إعمار وتشييد حي المسورة في قلب مدينة العوامية، الذي كان منصة انطلاق العمليات الإرهابية للفئة الضالة التي تستهدف أمن الوطن، وقتل رجال الأمن، وترويع الآمنين في المحافظة. خريطة سياحية جديدة وقال مدير العلاقات العامة والإعلام المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان، إن المشروع يهدف إلى تلبية حاجات المواطنين مع المحافظة على الهوية العمرانية والتراثية للمنطقة، خصوصا المجالس والمساجد والعيون المائية والأبراج التراثية، كما أن الأمانة وضعت رؤية عامة للمشروع، تتضمن تحويل منطقة وسط العوامية إلى مواقع خدمية واستثمارية، تقدم من خلالها خدمات نوعية متعددة الأغراض لأهالي العوامية بشكل خاص، ومحافظة القطيف بشكل عام، وتحقق عوائد استثمارية لصالح المنطقة. ولفت نائب رئيس المجلس البلدي سابقا نبيه البراهيم إلى أن أمانة المنطقة الشرقية وضعت العديد من الرؤى والمقترحات المهمة لتطوير حي المسورة، التي لقيت ترحيبا كبيرا من أهالي العوامية بشكل خاص ومحافظة القطيف بشكل عام؛ لما لها من انعكاسات إيجابية من الناحية التنموية والتطويرية. تنمية غير مسبوقة وقال عضو المجلس البلدي بالقطيف إبراهيم البراهيم، إن ما تحظى به المحافظة في مختلف المواقع من اهتمام بالغ ومشاريع تنموية متعددة خير شاهد على حرص قيادة البلاد أن تحظى القطيف بنصيبها من التنمية، لافتا إلى أن مشروع المسورة سيخدم البلدة وينميها بشكل غير مسبوق. وثمن رئيس نادي السلام الرياضي فاضل النمر ما لمسه الأهالي في العوامية من حرص الأجهزة المعنية على إنجاز كافة المشاريع التطويرية بما يلبي تطلعات الأهالي، ويحافظ على الهوية العمرانية والتراثية للمحافظة. وقال رجل الأعمال رئيس الغرفة التجارية بمحافظة القطيف عبدالمحسن الفرج: «جميعنا نؤمن بتنمية حي المسورة، فهذه التنمية ستنعكس على حياة الناس في نهاية المطاف، وهي تنمية كما صرح المسؤولون تخدم الجانب الاجتماعي والثقافي، وتوفر الخدمات للناس». واعتبر رجل الأعمال حسين المحسن تحديد السقف الزمني ب12 شهرا لإنجاز المشروع يعكس حرص القيادة على إبراز حي «المسورة» كمعلم سياحي قادر على استقطاب الزوار خلال الفترة القادمة، وإنجاز المشروع خلال فترة وجيزة سيكون له أثر كبير على محافظة القطيف والمنطقة الشرقية بشكل عام.