أشرت في المقال السابق إلى أن إيران نفذت أجندتها وفق منهجية تاريخية قديمة تتلخص في زرع الأحقاد بين العرب حتى يكونوا في عداوة تاريخية لبعضهم البعض، فإيران لا تتحمل الوحدة العربية ولا القومية العربية منذ إمبراطوريتها الفارسية الساسانية قبل الإسلام، وزادت أحقادها على العرب بعد الإسلام حين دمر الفتح العربي الإسلامي إمبراطورية فارس، فأصبح الحقد موجها ضد العرب وأهل السنة، لذا مارست هذا السلوك العدواني البغيض في التاريخ المعاصر الذي يقوم على تدمير الإنسان العربي من الداخل وديمومة العداوة بين الشعوب العربية: أولا : العراق، بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003م و احتلال إيران للعراق قامت بإشعال حرب مذهبية بين أبناء الشعب العراقي حرب سنة وشيعة، وأغرقت العراق بالمرتزقة والمقاتلين الشيعة من شرق آسيا ومن آسيا الوسطى بهدف الفساد والإجرائم الأخلاقية، لتمزيق الشرف والقيمة الأخلاقية للأسر والعشائر والقبائل العربية. وسمحت للمنظمات الإرهابية داعش باحتلال الموصل وشمال العراق لتدمير المجتمعات السنية وإذلالهم. ثانيا: لبنان، قسمت الشعب العربي اللبناني الإسلامي منه إلى طائفتين: سنية مهملة وشيعية نافذة في كل المجلات، دعمتها بالسلاح والمال والغطاء الدولي، بهدف كسر إرادة أهل السنة اللبنانية وهدم القومية عبر خلق هوية شيعية تتجاوز السنة والعروبة، وجعلت حزب الله هو الجلاد. ثالثا : سوريا، عملت إيران على إشاعة القتل والتنكيل ضد الشعب السوري، وتوسيع دائرة الحرب والقتال الطائفي حتى يزداد الحقد بين الشعب السوري، وهزمت الإنسان السوري بقتل أطفاله وإغتصاب محارمه وتشريده بين دول العالم. رابعا : اليمن، دعمت الجماعة الحوثية بالسلاح والمال حتى سيطرت الأقلية الشيعية الحوثية على صنعاء وبدأت بتصفية خصومها، ليس للسيطرة وإنما لتوسيع دائرة القتل تنفيذا للسياسة الإيرانية تحت غطاء زرع الخوف في الخصوم بما في ذلك قتل الزعيم السابق علي عبدالله صالح، والتعرض للنساء بالسجن والإغتصاب والقتل بإعتبارها سياسة لكسر إيرادة المجتمع اليمني. هذا السلوك الإيراني الممنهج في جميع الدول التي تدخلت بها هو هدف لإضعاف الخلية العربية الأم وإيجاد جيل من العرب الهجين والمهزوم من الداخل بسبب البنية الفاسدة التي أوجدته، شعب مشرد وهجين وممزق عائليا ومفكك قبليا وعشائريا، لاينتمي إلى عروبة أو تجذر تاريخي.