يقف الوسط الرياضي بشكل عام والوسط الهلالي بشكل خاص في حيرة من أمره تجاه مدرب فريق الهلال دياز الذي يقدم فريقه في الوقت الراهن بشكل هزيل في الدوري السعودي، فريق لا طعم ولا رائحة له، إذ انكشفت مشاكله الفنية، وأصبح من السهل هزيمته، ويكفي أن نقول إنه في آخر أربع مباريات، لم يستطع الفوز إلا مرة واحدة، ولم يحقق من أصل 12 نقطة إلا 5 نقاط، إذ تعادل مع الفتح، وخسر من الصاعد حديثاً فريق الفيحاء، وفاز على أحد، وتعادل مع الفيصلي. دياز الذي قاد فريقه في الموسم الماضي لتحقيق بطولة الدوري وجمع بين البطولة وكأس الملك، يعيش هذه الأيام امتحاناً صعباً للغاية، ويواجه انتقادات لاذعة جداً، إذ إن دياز بغياب نجم الفريق السوبر ادواردو منذ مباراة ذهاب دوري أبطال آسيا لم يستطع أن يقدم مع فريقه مستوى يجعل الجمهور الهلالي يطمئن على حاله إذا ما استثنينا مباراتي الأهلي وأحد، وهذا ما لم يعتد عليه الهلاليون، فهم يرون فريقهم الأفضل، ولا بد أن يكون في القمة، خاصة أنه يمتلك المؤهلات لذلك. يعاب على دياز أنه لا يملك الحلول التي تجعل فريق الهلال يقدم نفسه بصورة البطل، إذ انه لم يستطع أن يجد اللاعب الذي يسد مركز ادواردو، ويستطيع قيادة فريق الهلال، وإن لم يستطع دياز فعل ذلك أو أنه لا يملك لاعبا بمثل هذه المواصفات، فلماذا يصر على اللعب بنفس الطريقة؟ أليس من الأفضل له أن يغير من أسلوب اللعب ليتوافق مع قدرات اللاعبين؟. ينتقد البعض استحواذ الهلال على جل المباريات، لكنه استحواذ سلبي، لا يمكن أن يخدم الهلال، فطريقة دياز كُشفت للملأ، إذ إنه يستحوذ على المباراة، ويتركه منافسوه يفعل ما يريد إلا أن يقترب من مرماهم، وهذه علة الهلال المزمنة، واليوم يزيد عليها دياز بعدم استغلاله للكرات الثابتة، والتسديد من خارج منطقة الجزاء، واللعب بنفس الطريقة والأسلوب مع أي منافس، استحواذ، وتمرير على الأطراف، ومن ثم تُرفع الكرة لمرمى المنافس لتنتهي على رؤوس وأقدام المدافعين. دياز يقتل بعض اللاعبين بتغييراته المتأخرة، وعدم قراءته الجيدة للمنافسين، في كثير من المباريات زج بمختار فلاتة في آخر دقائق المباريات، فماذا عسى ان يصنع لاعب لا يتاح له اللعب إلا آخر خمس دقائق؟ كما أن إصراره على اللاعب «المنتهي فنياً» نواف العابد يثير الاستغراب، فالعابد يقدم نفسه بصورة سيئة جداً ولا يمكن أن تخدمه ناهيك عن خدمته لفريقه، وهذا الأمر يتحمله دياز وإدارة النادي، إذ إن اللاعب أعلن أنه مصاب ويحتاج لعملية، وفي الملعب يقدم أسوأ مستويات عرفها عنه الجمهور فلماذا يُصر على بقائه؟ وإن كنا هنا نتطرق للاعبين، فنحن نتساءل كما يتساءل الجمهور، أين عمر خربين الموسم الماضي؟ فخربين هذا الموسم ليس بخربين الموسم الماضي، وما يقدمه من مستويات لا تليق بنجم حقق للتو جائزة أفضل لاعب آسيوي، والأمل أن لا يكون قد أصابه الغرور، وأصبح بعد الأفضلية يتعالى على كرة القدم. بقي أن نقول: إدارة الأمير نواف بن سعد عملت وبذلت واجتهدت لتحقيق ما يصبو إليه كل الهلاليين، وقد نجحت بامتياز في الموسم الماضي، وفعلت هذا الموسم، ولكن ما يحدث في الهلال يحتاج لنقاش جاد وحاد، سواء فيما يخص المدرب، أو اللاعبين، ويجب أن يُنبه جميع اللاعبين بانخفاض مستوياتهم، ويبقى أمل الجمهور الهلالي في رؤية لاعب بديل عن ماتياس يستطيع أن يصنع الفارق مع الفريق الهلالي، ويقوده لمنصات الذهب.