يحدث كثيرا أن تشتعل النقاشات الفقهية في تويتر وتأخذ قوتها من حدة النقاشات فيها ،وتحديدا حول المسائل التي يكثر الاختلاف الفقهي فيها ، مثل مسألة غطاء وجه المرأة أو كشفه ، وهناك فقهاء يتشددون في هذه المسألة مقابل آخرين يرون أن المسألة خلافية وأن الخلاف فيها قديم ، ولها وجوه يمكن الترجيح فيها ، وأبرز هؤلاء هو الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله وقد تصدى لهذه المسألة بكتابين مهمين وهو يرى جواز كشف وجه المرأة ، بل يقول إن غطاء الوجه بدعة وليست من أصل الدين ، وتعرض لهجمات فقهية مكثفة ممن يخالفونه الرأي ،ولكنه تصدى لكل الهجمات وزاد من شرح وجهة نظره ،وصار كتابه الأول والثاني من أهم قضايا المناقشات في تويتر ،واستضاف حسابي في تويتر عددا من هذه النقاشات مرة تلو أخرى ، وتتكرر المناقشات كثيرا في هذا حتى لتثير شهية المغردين ،وفيها تتنوع الآراء وتحتد ، ولكن الشيء الثابت فيها هو أن خصوم رؤية الألباني يرددون مقولة ( تتبع الرخص ) وينعون على مؤيديه رقة دينهم لدرجة الفرح بأي رخصة لمجرد أنها رخصة وليس لبرهانيتها ، وهذا ما حدا بالمغرد حسين الكناني للتغريد بجملة تحمل قوة المجادلة ومنطقية الرد بقوله : تستطيع أن تجعل في مقابل مصطلح ( تتبع الرخص) مصطلح ( تتبع التشدد ) فإن كان ذاك هوى فهذا هوى !!! . وهي تصف حالة التمترس بالمقولة الصدامية التي هي السائد في جو النقاش ،وهو بالتالي ما يجعل الحوار ساخنا وحيويا وتفاعليا ، لكن تظل أساسيات النظر والفهم هي أن الفقه الإسلامي هو باب للخلاف والاجتهاد ، أي أنه باب للسعة كما وصفه الإمام أحمد بن حنبل ، ويتسع هذا الخلاف لمسائل تتعلق بالسماع والغناء والولاية على المرأة وقيادة المرأة للسيارة ، وهي مسائل ساد فيها تتبع التشدد ، حتى ليسمى كل فقيه يشير إلى جواز هذا المسائل بأنه من متتبعي الرخص وكأنما الأصل هو الشدة وهي وحدها الدين وما عداها تفريط ومروق . وهذا نقيض معرفي وفقهي وتاريخي ، وكل مسائل التجويز الواردة في هذه المسائل هي مسائل أصيلة في التراث الفقهي وليست بدعا من القول ولكن التشدد هو الأكثر بدعية ، كما نص على ذلك الشيخ الألباني في نقاشه لغطاء وجه المرأة .