ما اعتدنا عليه وما هو معروف عنه يلجأ نظام ملالي إيران كلما اشتدت حوله المشاكل وحاصرته القضايا التي تهدد بقاءه، إلى إثارة الفوضى والاضطرابات في الدول المجاورة عبر أذرعه الإرهابية ولصرف النظر وتوجيه الرأي العام داخل إيران إلى خارجه حتى يشاهد إجراءاته القمعية التي يتصور أنها توقف الانحدار السريع للنظام. ملالي إيران ولكي يوجهوا أنظار الداخل الإيراني للخارج أوعزوا إلى أذرعتهم الإرهابية في اليمن ولبنان وسوريا بأن يكثفوا تجاوزاتهم وأعمالهم الإرهابية، وقد وجدوا أن ذراعهم الإرهابي في اليمن «ميليشيا الحوثيين» أوضاعها لا تساعدها على القيام بالأدوار التي وضعت لها، فطلبوا من المستشارين الإيرانيين من ضباط الحرس الثوري الإيراني المتواجدين في صعدة أن يبادروا بإطلاق صاروخ باليستي على الرياض، للمرة الثانية باتجاه الأحياء المدنية في الرياض بهدف صنع زوبعة إعلامية إن نجحوا في إصابة أهداف معينة، إلا أن كيدهم أُحبط، وكيد من كانوا ينتظرون بدء حملة إعلامية ظهرت أولى بوادرها عبر صوت المذيعة خديجة بن قنّه من محطة جزيرة قطر التي ظهرت «منشرحة» وهي تعلن إصابة الصاروخ لأحد معالم الرياض المهمة، وقد ظهر كذبها بعد نشر صور لسقوط بعض من شظايا الصاروخ على إحدى استراحات أحد المواطنين دون أي أضرار. كذب المذيعة المحجبة رياء ونفاقاً أفشل مخطط الضجيج الإعلامي الذي يراد به تحويل الأنظار عما يجري داخل إيران وما يعد لها من تحالف للضغط على حكامها من ملالي إيران وقد أخذت المظاهرات والاحتجاجات تتواصل وتتزايد في إيران فقد تحولت الجامعات المختلفة في البلاد في الأيام الماضية إلى مشهد للاحتجاجات الطلابية على نظام الملالي بمناسبة يوم الطالب (7 ديسمبر) وللحيلولة دون اتساع نطاق الاحتجاجات الطلابية أعلن نظام الملالي المعادي للطلاب أن يوم الخميس 7 ديسمبر هو يوم عطلة إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار التظاهرات المستمرة حتى يومنا هذا. وأضرب طلاب جامعة النفط بمدينة عبادان يوم الخميس 7 ديسمبر عن الطعام احتجاجاً على عدم تجاوب وكلاء النظام مع مطالبهم وعدم الاهتمام باعتراضاتهم. وفي سياق ذي صلة يوم 5 ديسمبر شهدت كل من جامعات شرف الصناعية، وطهران، والوطنية (ما يسمى بهشتي) وجامعة قم ونيشابور تجمعات احتجاجية هتف الطلاب خلالها الشعارات التالية: «ليطلق سراح السجين السياسي» و»جامعة ربحية، إضعاف الكادحين، والتعليم المجاني مطلوب للكادحين». وفي قاعة فردوسي في جامعة طهران أربك الطلاب برنامجاً خطابياً لأحد أزلام النظام برفع شعارات «الجامعة ليست معسكر» و»توبيخ الطالب ميدالية فخر له» و»الجامعة سجن، والسجون معسكرات».. وفي جامعة قم غادر الطلاب القاعة أثناء خطاب أحد نواب مجلس شورى النظام ولم يسمحوا له بإلقاء خطابه ومواصلة البرنامج. وأما طلاب جامعة زنجان فقد احتفوا بيوم الطالب بإقامة معرض للصور هاتفين: «السجن ليس مكان الطالب، الجامعة ليس معسكراً» وفي مدينة اروميه، رفع الطلاب في تجمعهم شعارات ضد التمييز الجنسي وربحية الجامعات الحكومية وفقر الطلاب. وفي صباح يوم الاثنين 4 ديسمبر نظم طلاب جامعات طهران، والعلامة طباطبايي وخوارزمي (اعداد المعلم) والجامعة الوطنية تجمعات احتجاجية هتفوا خلالها: «الطالب يموت ولا يقبل الذل» و»التمييز الجنسي مدان» و»لا للتمييز الجنسي» و»الجامعة ربحية والرسوم قسرية» و»من مدينة بابل إلى عبادان، قمع الطلاب» و»عنابر نوم الطالبات أصبحت سجناً» و»التعليم المجاني حقنا المؤكد» و»لا نريد تنظيماً موالياً للحكم». كما انهم احتجوا على الفساد والنهب الشامل والفقر والبطالة والأمراض الاجتماعية الناجمة عنه بشعارات «المجلس والحكومة غرف عمليات النهب» و»الحكومة اعتدالية وموائد المواطنين فارغة» و»السكن والعمل والعلاج، والتعليم المجاني مطلب الكادحين» و»التعليم والسلامة في خدمة التجارة» و»في الجامعة عمل سُخرة، وبعد الدراسة البطالة». كما عرض طلاب جامعة طهران في عمل مسرحي جانباً من أعمال القمع والتعذيب والإعدام التي تكال الطلاب، وشنت عناصر المخابرات في الجامعة (عناصر الحراسة) حملة على هذا التجمع واعتقلت أحد الطلاب وللاحتجاج على هذا الاعتقال هتف الطلاب «الجامعة ليست معسكراً، ليطلق سراح الطالب المسجون». بدورهم نظم طلاب جامعة سيستان وبلوشستان في زهدان تجمعاً احتجاجياً يوم 2 ديسمبر واحتجوا على البرنامج الصوري ليوم الطلاب بحضور الملا روحاني في الجامعة أنهم هتفوا: «الطالب يموت ولا يقبل الذل» و»ليطلق سراح الطالب المسجون». كل ذلك يؤكد قرب تخلص الإيرانيين من نظام الملالي الفاسد.