لراحلةٍ في المدى .. صوب أمواجه العاتيات .. صوب لا شيء منتظرٍ.. ولا أقرب من أمنيَّة!! صوب ضياع وتيهٍ... تعملق حدَّ النبوءة .. وحتى استفاق الفؤاد ... على موتةٍ تنتظر !! لها طائر الأنس يرحلُ ... يمشي الهوينا .. ويمضي على أمل شاخَ .. صار كهلاً ولكنه _ على أي حالٍ_ أمل!! توسوس فيه الظنون .. وتقتات منه الثواني .. صبر أيوب .. حتى يلين الشجر !! لها أيقظ الفجر باباً .. «زبطرياً» وأيقونة من نواطير ... «شيراز» لعلَّ الأغاني العذاب تؤوب ... وعلَّ الأماني الحبيسات ... تورق بالزهو .. والفأل .. ولكنها رحلة الموت .. والبؤس .. توعَّكَ في ليلها ... فانكسر !! تشظَّى.. ومادت به الصافنات .. النذيرات .. وانشق عنها ... ضياء القمر !! فيا رب .. يا رب.. يا رب.. أين المفرّ؟! (2) زمن العابثين !! إيه يا نكهة الزنجبيل ... يا مساء تعتق بالهيل .. والزعفران .. وأوغل في الليل... والمستحيل . وأوصد بوابة الفجر ... دون النخيل!! وأشعل فينا اللَّظى .. واشتياق السَّنابل .. ماء المطر !! يا مساءاً له نكهة الأمس .. حيث تغريدة اليائسين ... والثكالى .. وليلاً تقافزُ منه العناكب ترسو على جثة الآبقين !! ويا سوأة الزمن المرِّ.. حيث الطحالب تقتات من روحنا نغادر أسماءنا .. ونلعن كل لعين !! آه يا زمن العابثين !! يا زمن الشهوة العارمة .. ويا زمن النتوءات ال تصادر .. أرواحنا كل حين .. ويا زمناً لا يليق بنا .. لأنا خلقنا لذاك الزَّمان الأمين .. زماناً تلطف فيه الإله المبين ... وهيأنا للجمال .. وللنبوءة .. للبهجة والنور .. فيا سعدنا .. يوم كان الزمان لنا وكنا له .. في دروب المتقين !! ** ** - شعر/ د. يوسف حسن العارف