هو الله..هو الله، عظم ملكه، وعز جاهه، وتعالى سلطانه، وحسنت صفاته، وتقدست أسماؤه، وعمت آلاؤه، وكثرت نعماؤه؛ على جميع مخلوقاته، فتبارك اسمه، وتعالى جده، ولا إله غيره. أقرت روحنا في الغيب ربّاً هو اللهُ وليس لنا سواهُ. سبحانه وبحمده، مالك النعمة، فارج الكربة، كاشف الغمة، رافع البلية، عنده الخير كله، ولا ينسب الشر إليه، يحب من يطيعه؛ فيدخله الجنة (دار المقامة) ، ويمحق من يعصيه؛ فيرديه في الهاوية (النار الحامية). لطيف لا يؤاخذنا وإن نحن عصيناه رؤوف لا يقاطعنا وإن نحن قطعناه. سبحانه من علا ذكره، وتقدس اسمه، جل في علاه، الخبير بأفعال خلقه، العليم بما يقع في أرضه، وما يجري في سمائه، الحكيم في شرعه، اللطيف في صنعه، العدل في قضائه، الرحيم بعباده. فلك المحامد ربنا حمًدا كما يرضيك لا يفنى على الأزمان. (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ...)، في سمائه وفي أرضه، فسبحانه عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ، ومداد كلماته، ما عبدناه حق عبادته، ولا عظمناه حق عظمته، ولا قدرناه حق قدره، ولا شكرناه حق شكره. يا أيها الإنسان مهلاً مالذي بالله جل جلاله أغراكَ. سبحانه ما أشقى أن نعرف كل شئ ولا نعرفه ، وما أسعد من يعرفه، ولو كان يجهل كل شئ غيره، فيا فوز من أطاعه واتقاه، ويا نجاة من خافه ورجاه، ويا سعادة من دعاه ، واستعان به، وتوكل عليه؛ في كل سلوكه، وفي جميع شؤونه. فاسجد لمولاك القدير فإنما لابد يوماً تنتهي دنياكَ. وتكون في يوم القيامة ماثلاً تجزى بما قد قدمته يداكَ.