فاصلة: (إن الحب لهو في أساس كل إبداع سياسي وفكري وفني) -سيمون كانويل- هل نولد إيجابيين أو متشائمين؟ ولماذا يرى بعضنا نصف الكأس الفارغ ونراه نحن ممتلئاً؟ ويرى بعضنا أسوأ ما في الصورة ونرى نحن أجمل ما فيها ؟ في تقديري إن للصفات الشخصية دوراً، وللجينات وإفراز بعض الهرمونات في المخ دور، وقبل كل هذا وبعده إيمان الإنسان بالحب. بالرغم من تركيز بعض الباحثين على دراسة هورمون الأوكسيتوسين كمسؤول عن الحب والحنان لدى الإنسان؛ وتعزيزه الارتباط بين الزوجين والتغلب على المخاوف، إلا أن باحثين حللوا أنواع الجينات التي لها صلة ووجدوا ارتباطا بين ستة بيبتيدات عصبية مختلفة وهي أوكسيتوسين، واندورفين بيتا، وفازوبريسين، ودوبامين، وسيروتونين، وتيستوستيرون. هذا ما تقوله الأبحاث العلمية إنما على مستوى الخبرات الشخصية فإن أساس إفراز هذه الهرمونات يعتمد على علاقاتنا الاجتماعية ومشاعرنا، وهذا ما يفتقده البعض في تأسيس علاقاته الاجتماعية أو نوعية أفكاره تجاه ذاته وحياته والآخرين. قرأت منذ زمن مقولة لمؤلفة أمريكية تقول «في الحياة لا نستطيع العيش إلا في دائرة من اثنتين، إما أن نعيش في دائرة الحب أو أن نعيش في دائرة الخوف ولا تستطيع أن تعيش حياتك في الدائرتين معا». نعم الخوف هو الذي يقضي على أي أفكار إيجابية تترجم إلى مشاعر سلبية والتخلص منه لا يتم إلا بالوعي ولا أقصد أن يحصل الإنسان على درجات عليا في التعليم بل أعني أن يكون أكثر إدراكا ومعرفة بذاته وما حوله. أن يعي الإنسان أن الحب هو الأداة التي تجعل حياته تسير في الاتجاه الصحيح حيث يرتبط بالكون قبل ارتباطه بمن فيه بأفكار إيجابية تنعكس على حياته. البعض يتجاهل دور الخوف في تعطيل مسار حياته مع أنه لو تأمل مواقفه وقراراته لوجد أنه إن لم يعش الحب فإنه يظل خائفا من التحرك بحرية في حياته. الحب لا يعني علاقتك مع البشر، الحب يبدأ من علاقتك مع الله ثم يتغلغل في روحك لينعكس في كل حياتك فلا تستطيع أن تتعامل إلا بالحب ولا تستطيع أن تعمل في مهنة لا تحبها ولا أن تعيش في مكان لا تحبه. ولذلك يصبح من الصعب أن تتعامل مع الأفكار السلبية أو مع أصحابها والمتلحفين بها فهي حياة واحدة تعيشها مرة واحدة.