أكدت إخصائية الإرشاد والتوجيه النفسي ابتهال منصور أن هناك أسباباً كثيرة للتنمر تختلف من شخص لآخر لاختلاف العوامل من بيئية وأخرى ذاتية، فبعض الأطفال يعانون من القسوة والتعنيف الجسدي واللفظي من قبل أهاليهم الأمر الذي يعرضهم للانهزامية المؤدية للضياع، مما يستدعي استبدال هذا الشعور بالتنمر بتحوله في المدرسة إلى شخصية ذات طبع حاد على زملائه، ظاناً بأن التنّمر هو مصدر قوة، وأن القوة والعنف هما مصدر الاحترام. وتتكرر حالات انتحار الأطفال والمراهقين لا سيما في الدول الغربية، جراء تعرضهم للتنمّر من قبل زملاء لهم في المجتمع المدرسي، حتى أصبحت ظاهرة التنّمر والعدوانية أو الاستقواء بين الطلبة، بغرض إلحاق بعض الطلبة الأذى بزملائهم إما معنويا أو جسدياً أو لفظياً للسيادة والتسلط عليهم، تطفو على سطح الأحداث في مجتمعاتنا شيئاً فشيئاً، مما جعل الكثير من المدارس تعاني من انتشار هذه الظاهرة بين الطلبة، مؤذنة بذلك لظهور العديد من الآثار السلبية والعواقب النفسية بعيدة المدى. الإعلام في قفص الاتهام وأضافت الأستاذة منصور: «الإعلام يلعب دوراً كبيراً فهو يعرض بعض أفلام الكرتون التي تعطي انطباعاً خاطئاً للأطفال وتنمي شخصية الطفل على العنف بشكل خاطئ جدا، كما أن الاختلاط برفاق السوء ومجالستهم هو أحد الأسباب المهمة في انتشار هذه الظاهرة، ويزيد من تنامي الظاهرة ضعف البيئة التعليمية وانعدام وجود توازن بين المهارات الأخلاقية والاجتماعية، والتصرف مع المواقف بشكل خاطئ، ووجود قوانين صارمة لحل بعض المشكلات دون فهم أبعادها. وأما الأشخاص الذين يعتبرون ضحايا للمتنمرين فتقول المنصور: «عادة يكون الشخص الذي لا يستهوي المجموعة المتنمرة أو الذي لا يلبي متطلباتهم هو أحد ضحايا المتنمرين، أو أيضاً الطالب الذكي والمجتهد الذي يفضله المعلم على بقية الطلبة فيقومون بإحراج هذا الطالب أمام الجميع دائما، والطلاب الذين يمتلكون شخصية ضعيفة أو مهزوزة، وقد يكون المعلم نفسه هو الضحية، حين يقوم الطلاب المتنمرون ببعض التصرفات غير اللائقة كالضحك في الحصة والاستهتار به، فلابد على المعلم أن يكون قوي الشخصية واثقا من نفسه على علاج مثل هذه المظاهر. الوقاية والعلاج وأشارت المنصور إلى أن التخلص من ظاهرة التنمر تبدأ من المنزل حيث أنه لابد من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة بتعاون الوالدين مع المرشد الطلابي بالمدرسة ومع الإدارة المدرسية إذا استدعى الأمر لحل المشكلة، ومكافحة ذلك بوضع قوانين صارمة في حالة التعدي على طالب آخر أو على معلمه، وبجعل بيئة الصف بيئة دافئة يسودها الحب والاحترام كعائلة واحدة وعدم التمييز من قبل المعلمين لبعض الطلبة وتفضيل طالب على آخر. ونصحت المنصور الأسرة بجمع المعلومات الكافية حول التنمر وكيفية التصدي له، وتعليم الأطفال كيفية مواجهة المتنمرين وعدم الاستماع لهم، والتواصل مع إخصائي المدرسة والمدير في حالة وجود مثل هذه الحالات و معالجتها في وقت مبكر لتفادي حدوث مشاكل أكبر في المستقبل.