يحل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية كذكرى عبقة نعيد فيها تاريخ الآباء والأجداد، ونستلهم من مسيرتهم آيات الكفاح ونبتهل للمولى أن يمد في عمر هذه البلاد وقادتها. ولأنه يوم الوطن السابع والثمانون نجد أننا في كل عام نحتفي ويحتفي العالم اجمع معنا، ونخطو نحو التقدم والرفاهية ونتجاوز الكثير من الأزمات، فمنذ توحيد البلاد سنة 1351 ه، على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، و»ترموتر» التنمية والتقدم والرخاء في تصاعد مستمر. يطل علينا اليوم الوطني والبلاد تصعد بخطى واثقة وأياد متشابكة ومجتمع موحد ورؤية طموحة 2030، لبلوغ أهدافها التي تعانق السماء، مستمدة من عبق التاريخ الحافل بالبطولات والأمجاد الذي سطره الأجداد جيلاً بعد جيل، وعاماً بعد عام، إنها ملاحم البطولة التي تعمق معاني الوطنية وتجعل منه عيداً يجدد فينا الانتماء، ونبذل معه المزيد لنضاهي الأمم ونتبوأ الصدارة التي نتطلع لها ونستحقها، ولا سيما أن قيادتنا الحكيمة وشعبنا النبيل خطى خطوات واثقة ومتقدمة في مكافحة الإرهاب ومد اليد للمحتاج، فضلا عن نجاح موسم الحج لهذا العام واستماتة جنودنا البواسل في الذود عن حدود البلاد وأعراض العباد، بالإضافة الى تنويع مصادر الاقتصاد لتكون هناك موارد أخرى يعول عليها غير النفط، والعمل الجاد لتنمية البنية التحية وجلب كبريات الشركات العالمية المتخصصة في الترفية والتنمية والسياحة والعقار لتحقيق تطلعات الشعب. وهذا اليوم المجيد فرصة سانحة لتبني المبادرات الجادة التي تكفل تضامن القيادة والشعب يدا بيد للحفاظ على التكاتف والوحدة بعيدا عن الغلو والتطرف، فبلادنا يجب أن تبقى منارة خير ودليلا للوسطية والتسامح والإخاء. إن الناظر إلى ما وصلت إليه مملكة الإنسانية والعروبة، خلال السنوات الماضية من تطور وتقدم ونماء، يجعل أكثر المتشائمين متفائلاً بمستقبل واعد وأمن واستقرار يعم الجميع ويفيض على الآخرين، كيف لا ونحن نسمع ونرى كلمات ومواقف وقرارات خادم الحرمين الشريفين، صاحب الكلمة التي يسبقها العمل والقرار الذي يسبقه التنفيذ والاعتماد، وسمو ولي العهد راعي ومنجز الرؤية التي ستنقل المملكة إلى مكانتها المتقدمة بين دول العالم يساهم بها ويستفيد منها كافة أفراد المجتمع بلا استثناء. حفظك الله يا وطني دمت سالما ترفل في الأمن والاستقرار. ... ... ...