في يوم الوطن يحق لنا ان نتكئ على قيثارته الوطنية والحانة الطروبة، وننسج من مساحاته الواسعة الشاسعة وأراضيه"الصحراوية"الخضراء خيوطاً من حرير، نتأرجح عليها بين إنجازات وبطولات وتجاوز تحديات، للاحتفال بمجد وهيبة ولحمة وطن. انه يوم فرح وسعادة، وعشق ووفاء وانتماء من أجل الحفاظ على عزة بلاد وكرامة مواطن وحياة وطن. يأتي يوم الوطن لاستدعاء قيم الوطنية والانتماء الوطني، من خلال مراجعة تاريخ الوطن والوقوف على دروس وعبر من مسيرة الموحد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله. يوم للوقوف على المساهمات السعودية في القضايا الإقليمية والدولية، عبر سياسة خارجية تتصف بالشفافية والوضوح، تجاه مجمل قضايا الأمتين العربية والإسلامية، يوم لإبراز قوة الوطن لمواجهة المتمردين وأصحاب الأفكار الضالة والمتطرفة، وان الوطن الذي يحتويهم ويحتضنهم لا يستحق منهم هذا النكران والتمرد عليه. يوم الوطن، مساحة لاستلهام الوطنية بأسمى معانيها واستذكار التراث الإنساني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي لمملكة من نور، ما جعلها قادرة على المساهمة الفاعلة داخلياً وخارجياً، بعد أن تداعت الآمال والأحلام للتحقق واحدة تلو الأخرى. انه يوم الوطن المبشر بالمستقبل الواعد... مستقبل الخير والنماء والرفاهية والوفاء لهذه البلاد... مستقبل الفكر المعتدل والمساواة بين الجميع في وطن الجميع. انه يوم نصفق فيه للوطن ونشكر القيادة والشعب على ما وصلت إليه البلاد من انجازات محلية وعالمية ونستعيد ما طرح من رؤى وأفكار ومساهمات جعلت من المملكة مكاناً ملائماً للتعايش والتواصل والتكافل. انه يوم لشكر ملك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أوقد الشموع في القلوب وحمل مشاعل الإصلاح والحوار والتنمية في البلاد كافة، عبر افتتاح وإنشاء عدد من المشاريع الاقتصادية والتعليمية والعلمية لخدمة الوطن والمواطن، وتوجيه اهتمام الدولة واهتمامه الشخصي بالعلوم، من خلال إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض، إضافة إلى تخصيص موازنات ضخمة للتعليم والابتعاث، وتطوير مرافق القضاء، والاهتمام والعناية بالفقراء، ودعم الموظفين من مدنيين وعسكريين عبر زيادة الرواتب كأول قرار اتخذه بعد مبايعته ملكاً للبلاد في آب اغسطس 2005. وهناك المنجزات الكثيرة مثل ارسال الطلاب في بعثات علمية إلى دول متقدمة والعناية بالمرأة وفتح الأبواب ومجالات العمل أمامها لتثبت وجودها، وأيضاً حماية الحدود من تمرد الحوثيين ومواصلة الحرب على الإرهاب، وتعزيز القدرات الدفاعية وتزويد القوات المسلحة السعودية بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات لمواجهة الأخطار. أنه ملك واصل مسيرة الملوك السابقين وعمل على تأصيل منهج الشفافية والانحياز للمواطن والوقوف إلى صفه، وهو ما تجلى في موقفه الصارم من كارثة سيولجدة، عندما طالب بتقديم المتسببين للمحاكمة"أياً من كان"ودعم الأسر المنكوبة مادياً ومعنوياً. يوم يحق للمواطن السعودي الفخر بوطنه والاعتزاز بقيادته، الذين أطلقوا المبادرات الإنسانية والسلمية مثل مبادرة السلام العربية ومؤتمر حوار الأديان ومبادرة المصالحة العربية ? العربية في قمة الكويت الاقتصادية، اضافة إلى الحفاظ على أسعار النفط، وتقديم المساعدات والهبات الخيرية للدول الإسلامية ودعم البنيات الأساسية في كثير من دول المنطقة. نعيش في ظلال"اليوم الوطني السعودي"ال80 منذ توحيد البلاد سنة 1351ه، على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، و"ترموتر"التنمية والنهضة والرفاهية في تصاعد مرئي ومسموع. تطل علينا مناسبة"عيد الوطن"اليوم، والبلاد تسير بخطى واثقة وأيادي متشابكة ومجتمع موحد لبلوغ أهداف تعانق السماء، مستمدة من عبق التاريخ الحافل بذكريات ومنجزات لاتغيب وأمجاد سطرها الأباء والأجداد جيلاً بعد جيل، وعاماً بعد عام، لترسم ملاحم بطولة وطن وتعمق معاني اللحمة الوطنية، تجعل منه عيداً يجدد في أهله الوفاء والعطاء، ويحفز الولاء والانتماء ما يستدعي بذل المزيد بما يوازي ما بذل من بناء ويثبت ما تم انجازه عبر السنون الماضية. ان الناظر إلى ما وصلت إليه مملكة الإنسانية، خلال السنوات الماضية من تطور وتقدم وخير ورفعة، يجعل المتشائمين أكثر تفاؤلاً، بمستقبل خير وأمن واستقرار يعم المواطنين ويفيض على الآخرين. كيف لا ونحن نسمع ونستمع إلى كلمات ومواقف وقرارات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، أصحاب كلمات يسبقها عمل وقرار وتنفيذ، وفق رؤية واضحة لا تتجاهل أي شريحة من شرائح المجتمع، رجل وامرأة، طلاب وموظفين، متعلم وغير متعلم، عرب ومسلمين، إلا وطوقتهم تلك الرؤى بالشمولية. إنه يوم تلاحم الشعب مع القيادة التي تركت تاريخ البلاد ناصعاً، إنه يوم الوطن والتاريخ والعزة والعطاء وتجديد الانتماء على مسيرة العمل والانجاز والتقدم الوطني. في هذا اليوم يستذكر السعوديون صورة بلاهم قبل 80 عاماً، ويشكرون الله كثيراً على ما تحقق لها في وقت وجيز من امن وأمان واستقرار، خصوصاً وهي تشهد الكثير من الانجازات وتعيش النجاحات الداخلية والخارجية، وتواصل الإصلاحات في كل المرافق والمؤسسات لحماية النزاهة ومكافحة الفساد. انها بلاد حديثة لكنها تواقة إلى المكانة الاجتماعية الرفيعة والرفعة السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية والنهوض بمستوى الوزارات والمؤسسات والجامعات والمدارس، والصحة والمستشفيات، ومكافحة الفقر بضمانات إجتماعية ومعالجة شبح البطالة بتوفير فرص وظيفية لابناء البلاد. انه حقاً وطن يستحق أن نستريح يوماً على تاريخه ونتذكر أمجاده، ونجدد العهد والولاء، ونملأ القلوب أملاً وأمنيات، ونزرع الأرض زهراً وورداً وخضرة، ونغني سوياً"أنه وطن يستحق منا الوفاء والصدق والإخلاص وزرع الجذر والعناية بالغصن والطين ليعمر طويلاً". [email protected]