نتكئُ اليوم على قيثارة الوطن وألحانِه الطروبة على امتداد تاريخِه الحافل، وننسجُ من مساحاته الواسعة وأراضيه الخضراء الشاسعة خيوطاً من حرير، نتأرجح عليها بين بطولة وأخرى، ومجد وآخر، فرحٌ وسعادة، ثم عشقٌ وانتماء، ونسترجع ما يجعلنا نتزوّد لعيد آخَر قادم في حضرة الوطن، والآمالُ والأحلام تتحقق واحدةً تلو الأخرى، مبشراً بالمستقبل الواعد لهذا الوطن... مستقبل الخير والنماء والرفاهية... مستقبل الفكر المعتدل والمساواة بين الجميع في وطن الجميع. ماذا يفعلون من يحتضنهم وطنٌ كهذا، في يوم مخصص للوطن وحدَه، وطن بكل هذه الإنجازات والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل؟ ألاَ يحقُّ لنا في حضرة هذا الوطن الرائع أنْ نرسم لوحةً من فنون الرقص الأصيلة، وننشد جميعاً بأصوات عالية، تُسمِع الجميع نشيد الوطن الأخضر. يطل علينا في هذا العام"اليوم الوطني السعودي"السادس والسبعون منذ توحيد البلاد سنة 1351ه، على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وپ"ترمومتر"التنمية والتقدم والرفاهية في تصاعد مستمر، يطل علينا اليوم، والبلادُ تصعد بخطى واثقة وأيادٍ متشابكة، ومجتمع موحد لبلوغ أهدافها التي تعانق السماء، مستمدةً من عبق التاريخ الحافل بالبطولات والأمجاد، والذي سطَّره الأجداد جيلاً بعد جيل، وعاماً بعد عام. إنها ملاحم البطولة التي تعمّق معاني الوطنية، وتجعلُ منه يوماً يجدّد فينا الانتماء، ويحفز ويستوجب علينا بذلَ المزيد الذي يوازي ما بُذِل، ويثبت ما أُنجزَ عبر السنين. الناظر إلى ما وصلتْ إليه"مملكة الإنسانية والعروبة"، خلال السنوات الماضية من تطور وتقدُّم ونماء وخير ورفعة، يجعلُ أكثر المتشائمين متفائلاً، بمستقبل وخير وأمن واستقرار، يعمُّ الجميع ويفيضُ على الآخرين، كيف لا، ونحن نسمع ونرى كلمات ومواقف وقرارات خادم الحرمين الشريفين، صاحب الكلمة التي يسبقها العمل والقرار الذي يسبقه التنفيذ والاعتماد، والرؤية التي لا تترك شريحة من شرائح المجتمع، الطلاب والموظفين، المسجونين والطلقاء، العرب والمسلمين، بل العالم أجمع؟ إنه يوم تلاحم الشعب مع القيادة. إنه يوم الوطن والتاريخ والعزة والكرامة والانتماء والعمل والإنجاز. يحتفل السعوديون هذه الأيام باليوم الوطني، وهم يشهدون حِراكاً اجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً وتنموياً، ينتظم جميعَ البلاد، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يقودان هذه المسيرة بسياسة واعية، تتكئ على الصراحة والوضوح والشفافية وحب الآخرين، على رغم أن المنطقة تعجُّ بالحروب والاختلافات والأجندة المدمرة للمنطقة. واليوم يتذكر السعوديون مؤسسَ دولتهم الحديثة الملك عبدالعزيز، وقد مضى على تأسيسها 76 عاماً، وهم يشكرون الله كثيراً على ما تحقق لهم في وقت وجيز من أمن وأمان واستمرار واستقرار، وهم يشاهدون بلادَهم تعيش النجاحات داخلياً وإقليمياً ودولياً، ويرون التعمير والإصلاحات تزحفُ إلى كل المرافق والمساحات، وتجعل من اليابس خضرةً وحياة، ومن العلم والثقافة مؤسساتٍ وجامعات في جميع التخصصات، وللصحة مستشفياتٍ ومراكز رعاية، ومن شبح البطالة أمناً واستقراراً وجنوداً بواسل، يحرسون الوطن من الأعداء والطامعين. إنه حقاً وطن يستحق أن نستريح يوماً على تاريخه، نجدّد العهد والولاء، ونملأ القلوب أملاً وتمنياً، والأرض قمحاً وخضرة، ونهتف سوياً"عاش الوطن، عاش الوطن". فكل عام والوطن بخير... وأنتم بخير... ورمضان كريم! [email protected]