أيها الأحبة القراء من إخوة و أخوات ألستم معي بأن أوجع الحزن حزنٌ على الأمهات؟؟ فكيف إن كن أمهات صالحات بدينهن متمسكات ولأزواجهن حافظات ولبيوتهن راعيات ولأبنائهن وبناتهن نعم المربيات تلك وربي كانت منهن إنها أمي ولا أزكيها (نورة بنت علي محمد الدهامي) أم (خليفة صالح علي الوهابي) سأظل ما حييت حزينة على فقدها أدعو لها وأدعو لمن يحبها ولمن كانت تحبهم وهم كثير الحمد لله.. لا تسألوني عنها وكيف كانت اسألوا من يعرفها أنا اقول وبفخر أمي ليست ككل الأمهات نعم ليس هذا غروراً ولا تجاوزاً للحقيقة لأنها فعلاً كذلك والدعوه التي كان يبتسم لها محياها الطاهر رغم تعبها عندما أردد عليها "اللهم اجمعنا في عليين" كانت مدرسة بحد ذاتها فما تركته من توجيه لبنيها وبناتها وكل من نصاها في بيتها العامر يطلب المشورة يشهد بذلك. تزوجت أبي -يرحمه الله- وعمرها (ثلاثة عشر عاماً) فحملت المسؤولية وكانت تحفظ شيئاً من القرآن على يد معلمتها (مزنة العمير) يرحمها الله بالبكيرية وبقيت تذكر اسم معلمتها وفاءً منها وتدعو لها رغم أن المرض أنساها بعض أسمائنا نحن أبناءها (فأم خليفة) ديدنها الوفاء مع الجميع فكل من عرفها يشهد لها بذلك أولهم أبي يرحمه الله كان يذكر ذلك في مجالس الرجال ويفخر به ويتفاخر بها وقد أكد لي ذلك كثيرٌ من الرجال ممن اتصلوا بي لتعزيتي بها كيف لا يفخر بها وقد فتحت بيتها للأيتام من أقاربه وربتهم صغاراً حتى غدو رجالاً كيف لا وهي قد جعلت بيتها معه يرحمها الله مصلحة اجتماعية يصلحون بها بين المتخاصمين من الأزواج من الأقارب وقد يبقون البعض في كنفهم أياماً أو شهوراً حتى تهدأ النفوس.. زرعت فينا أن الأب فوق كل شيء بعد الله فكان -يرحمه الله- ملكاً في بيته هكذا رسمت صورته لنا فربت بحمد الله أبناءً وبناتاً يعملون جاهدين على أن يسيروا على خطاها كانت لا ترضى أن تجلس معنا مجلساً إن تحدثنا بحديث فيه لغو أو هذر مما تهذر به النساء وقد كنا جهالاً فنجهل فتوجهنا فنعقل وقد كبرنا وأصبحنا أمهات وآباءً فرسمت لنا قاعدة تربوية في تربية الأبناء وهي مقولة (صغير مسك تشمينه وجذع نار تصالينه وكبير جار تدارينه) أي مدرسة تربوية وربي تلك إن من لزمها لا يندم فلا غرو إن كان من نسلها بحمد الله رجالاً ونساء ممن يفخر بهم ويخدمون دينهم وأنفسهم ووطنهم.. وها هم أزواج بناتها الأربعة يحبونها كأمهاتهم وراعي بيتي (أبو أحمد العبيد الله) رعاه الله يسميها (الخير الذي لا شر فيه) وقد بكاها والله بكاء كما يبكي الولد أمه هو والبقية جزاهم الله خير الجزاء. والخلق شهود الله في أرضه فقد كان يوم وفاتها والصلاة عليها بمسجد الراجحي بالرياض يوم الأربعاء 25-10-1438ه عصراً يوماً مشهوداً حيث إن المسجد امتلأت جنباته وأرجاءه بالمصلين وكانوا خلقاً كثيراً ممن صلوا على موتاهم وشاركونا بالدعاء لها غفر الله ورحم موتانا وموتى المسلمين وكل من ودعها الوداع الأخير أو اتصل بنا من الخارج أو ممن زارنا خلق عرفنا البعض بأنفسهم إما لأننا انقطعنا عنهم من زمن بعيد ولكنهم يعرفونها أو قد جاوروها فاللهم ارفع منزلة أمي وأبي وأخي مقبل وأخي يوسف وكل من توفاه الله من أحبتي وأحبابكم في عليين في فردوسه الأعلى بجنات النعيم يا رحمن ويا رحيم. ** **