- رجل يهتم بالوثائق بهدف تقديم الحقيقة للقراء.. (1). - يملك إرادة هي أقدر من آلاف الإرادات الخاملة لآلاف الناس ..(2). - العلم عنده يواري الشهادة التي تُصَّدر بالحروف. - حولته الثقافة إلى إنسان فأنسنته كما يقول الحداثيون لأن العلم يصنع طبيباً، أو معلماً، أو محامياً، أومهندساً ، لكن لا يصنع إنساناً أو كما قالت رندى أبي عاد (3). عرفته منذ ما يقرب من ست و ثلاثين سنة ، عندما كان في الشؤون الثقافية في رئاسة رعاية الشباب مع صنوه عبدالرحمن العلِّيق ، فوجدت أنهما كانا وما يزالا مشغوفين بالثقافة ، إذ كنت أراجعه – أي القشعمي- بما كتبته عن « سراة عبيدة» ليصدر فيما بعد ضمن سلسلة «هذه بلادنا»، وكان نعم الموجه ونعم القارئ، لكنه كان كثيراً ما يوحي إليَّ قبل طباعة الكتاب المذكور أنه أصغر كتاب ضمن هذه السلسلة مع العلم أنه يدرك أن وضع من يكتب عن القبائل و نسبها يشعر بحرج و بوجل أيضاً لولا أنني أعرف القبائل هناك ، إذ ركزت في الكتاب على المعطيات الواضحة التي لا تسبب حساسية، ولأن الواقع كان كذلك فقد أدرك الأستاذ القشعمي ذلك ومضى الكتاب، وصدر واحتل مكانة جيدة في المكتبات شأنه شأن بقية كتب السلسلة ... مَرّت السنون بي وبأبي يعرب، فإذا بي أقابله مرات ومرات عبر مقالاته وكتاباته وكتبه المتعددة والمتلونة ، كما أقابله في بعض المنتديات والندوات ، وعندها عرفت أن الهم الثقافي يزداد عنده كلّما مَرّت به السنون فهو مشغوف بحب وطنه ، وبحب كُتّابه و أدبائه ، فإذا به يكتب عن هذا أو يُسجِّل عن هذا ، أو يؤلف عن ذاك ، وقد يتجه في كتاباته للعموميات مثل كتابه عن (الكنى والألقاب) ...، أما عن الشخصيات المغمورة أو التاريخ المتواري ، فهو فارسه وعَلَمه ، إذ يركز على الزوايا التي تحوي درراً لم تكتشف بعد ، فإذا به يكشفها شأن الغواص الماهر الذي يغوص في الأعماق ليظهر لنا الدرر ... إنني أرجو من الله العلي القدير أن يمنح صاحبنا أبا يعرب طولة العمر ويلبسه ثياب العافية ، و هي دعوة صديق لأخ عزيز ربط القلم و الكفاح بينهما.. ... ... ... الهوامش: (1) انظر: الكتابة التأريخية ، خالد طحطح ص : 77-78 (2) انظر: ثقافتنا بين الوهم و الواقع ، طارق الحجي، ص 152 (3) انظر: مجلة الثقافية العالمية س 31 ، سبتمبر/أكتوبر2015م، ص 37 من مقالة بقلم د. رندى أبي عاد .