عشِق اللغة العربية وحفِظ القرآن الكريم في صباه. نشأته الكلاسيكية أثرت في وقت لاحق على نتاجه لاسيما فيما يتّصل بذوقه الشعري والنثري الذي ينمّ عن معرفة عميقة بواقع مآزق العقل العربي المتراكمة والمتصلة بالماضي البعيد؛ لذا وقّع على ديواني الشعر والنثر العربي؛ ليمنح المكتبة العربية ذوقه المستنير من أضابير التراث العربي في محاولة منه بصورة غير مباشرة لإضاءة عتمة الحاضر من قبس نور الماضي؛ بالرغم من مماحكاته الشهيرة مع كل ما يتعلق بذلك الماضي. قدرُ المنشغلين بالاستفهامات الملتهبة والأفكار العميقة ومن يشقّون الطرق الجديدة لغيرهم ومن يثيرون جدليّات ما نظنّه يقينا، لا يظهر أثرهم القويّ إلّا بعد عقود، ومن يراه على خطأ فإنه لن يرى صوابه إلا بعد أجيال لاحقة وفق المنطق الرياضي الخطأ الذي يؤدي إلى الصواب وتؤكدها لعبة الأفكار الجديدة والجريئة في التاريخ الحضاري المتراكم للأمم، فلوحات الكولاج الفكرية الاستفهامية والإبداعية التي وقّع عليها على مدى عقود في المشهد الثقافي العربي سيلمعُ أثرها في المتحف المستقبلي للأفكار. «دائماً كنتُ أُخطئُ، ما زلتُ أُخطئُ، آملُ أن يتواصل، من أجل ذاك اليقين المنوَّرِ، هذا الخطأ. لا أريدُ الكمال، وليس الحنينُ الذي يتفجّر في شهقاتي وفي زفراتي، حنيناً إلى مُتّكأ ..» إمضاء الشاعر علي أحمد سعيد (أدونيس): تحرك كثيرا على دفاتر الجدل؛ ليؤجل ظهور آثار أفكاره وفق التوقيت الحضاري المتراكم للأمم ..!