نسأل الله العلي القدير أن يغفر ويرحم عبده ماجد بن شريعة ويحسن له الجزاء والأجر ويجعل قبره روضة من رياض الجنة فالموت موعظة وذكرى وهو قادم على كل حي، إذ كل من عليها فان، هذه هي الحياة محطات قد نمر على بعضها ولا نتوقف قليلاً، وقد نقف عند بعضها ونطيل التأمل، ومن سوء حظي أن علاقتي (بأبو محمد) كانت متأخرة وتمنيت لو كانت علاقتي به أقدم فهو من الرجال الذين يشعر المرء بالفخر والجلوس معه والاستفادة من علومه ومعارفه في الشعر والقصيد والتاريخ، وهو من الرجال الذين يستحقون التقدير والثناء من الجميع، فحب الناس للناس لا يتم من خلال التصنع والمجاملة وإنما يأتي من وجدان فطري سليم يرتبط بسلوكيات جميلة دون أن يرتبط بمؤثرات مادية ومصالح شخصية، فأخي ابو محمد ينطبق عليه هذا الكلام، فكان علماً بارزاً في طيبته ودماثة خلقه، كان متسامحاً متواضعاً يحب الخير فتأسرك بشاشته وطيب حديثه وسمو أخلاقه فقد كانت له مكانة أثيرة في نفسي لما يتمتع به من خصال حميدة وصفات كريمة لا تتوفر إلا في النادر من الرجال، وكان إلى جانب حضوره وكاريزميته متبحرا في أدب البادية والحاضرة والتاريخ واذا جالسته لا يملّ مجلسه ولا تفارقه إلا وقد استفدت من أدبه ولم يكتب الله لي أن اشهد جنازته لانشغالي بابني المريض لكن حضرت ذكره الحسن عندما هاتفني ابنه محمد بصوته الجميل وكلامه البديع ولسانه الذي ينطق حلاوة ككلام ابيه، هذه بعض مشاعر وخواطر مختصرة مما عرفته عن المرحوم اخي ابو محمد من خلال علاقتي به أسال الله أن يتغمدك برحمته وأن يجعل في ذريتك البركة والصلاح، وأن يلهم أهلك الصبر والسلوان. ** **