لقد كان رحمه الله يتمتع بشخصية فذة وروح مرحة وحب للشعر والأدب كان سعوديا عروبيا، اسلاميا، كان انسانا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وبعد ان توثقت علاقاتنا مع الزمن عرفت فيه الرجل الصدوق، الامين المحب للناس، المخلص لوطنه وامته، جمعتنا علاقة الاخلاص والوفاء والمحبة لمضيفينا ووطننا، كنا على موعد ان نلتقي لنجدد عهد الاخوة والصداقة الذي نما بيننا عندما كنا نعمل في دولة قطر حيث كان الاستاذ حمد بن صالح الطعيمي سفيرا للمملكة العربية السعودية، وكنت آن ذاك امينا لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية، جاء خبر وفاته مفاجئا لي، فقد كنت اعرفه محبا للحياة عازما على العمل والمثابرة في خدمة وطنه والعناية بأسرته الشابة، ربطتنا علاقة اخوية متينة لا تعكرها مصالح خاصة او منفعة شخصية، احببت ذلك الرجل من الوهلة الاولى التي لقيته فيها. كنا على موعد ان نلتقي لنحلل ونعلق على الاخبار فقد اتسم رحمه الله بنظرة ثاقبة ومعرفة جيدة باتجاهات الاحداث، كان يبتسم واحيانا يضحك من الأشياء التي اوصلت الامة الى هذا الوضع الهزيل، ولكنه كان يأمل في مستقبل افضل مستقبل عزيز كريم كان متفائلا، لقد اختار الله جلت قدرته ان ترحل يا ابا محمد عن هذه الدنيا الفانية وفي هذا الوقت بالذات وهو امر يحتاج الى تأمل وتدبر اشهد انك كنت متأثرا اكبر تأثر بل وكنت عليلا ومكتئبا لما يمر به الوطن من محنة. لقد اختارك الله يا ابا محمد الى جواره الطيب وبقيت معي ومع اصدقائك واهلك ذكرياتك العطرة، ذكريات الرجل النبيل غاية النبل، ذكريات الصديق صداقة دون حدود، لقد احببنا فيك صدقك، وامانتك، وتفانيك في خدمة وطنك واهلك وروحك الجميلة العطرة الشفافة الرقيقة المرحة الشاعرة، بفقدك يا ابا محمد فقد الوطن ابنا مخلصا، ابنا عمل بصمت وبامانة واخلاص دون منة، اما بالنسبة لاصدقائك الكثر ففقدك خسارة شخصية لا تعوض. تغمدك الله برحمته واسكنك فسيح جناته وألهم أسرتك وأصدقاءك الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).