حينما كان السيد ستيفن أوبراين وكيل الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في العاصمة اليمنية المؤقتة، عرض عليه كما تشير الأخبار والتقارير زيارة مدينة تعز من عدن حيث الطريق إليها سالك ومؤمن من قبل الشرعية. فرفض ذلك العرض مبديا رغبته بتنفيذ جدول أولويات له. بزيارة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. ويظهر من خلال ما نقل، انه اختار طريق صنعاء تعز عبر طريق كله تحت سيطرة الحوثيين حيث يمر من جوار ذمار وسماره وأب والقاعدة وكلها تحت سيطرة الحوثي. ولا احد يشك انه يعلم ذلك. ولو سئل لماذا رفضت زيارة تعز عن طريق عدن. واخترت الأصعب؟ فأجاب بإجابة غير أن يقول: إن سلوكي طريق عدن تعز لا أجد فيه ما يمكنني من انتقاد الشرعية وتحميلها مسؤولية التقصير بحق تعز. لان الطريق آمن ومؤمن ويمكن من خلاله إغاثة تعز بالإغاثة الدولية وهو لا يستطيع أن يقر بذلك، لأنه سيكون مطالباً بتحويل إرساليات الإغاثة كلها إلى ميناء عدن. وهو ما لا يريده. والحقيقة التي يدركها العقل ويسمح بها القياس، وحسابات الأرقام، أن الاغاثات المقدمة عن طريق المنظمات الدولية من الدول المانحة لا تساوي 20% من جملة منح الدول للمنظمات. كم خصص لتعز؟ كما قرأت (87) ألف سلة غذاء من المنظمات الدولية، والتي وصلت لتعز فقط (3000) ثلاثة آلاف! هل تفصح المنظمة عن (84) ألف سلة أين ذهبت؟ المنظمات المسماة بالإنسانية والاغاثية الدولية ليست سوى تجارة وأدوات ضغط سياسي. فكل المنظمات الدولية الإنسانية قد رشحت تقاريرها قبل وبعد عاصفة الحزم بالتحامل على دول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية. فقد كانت قيادة المرأة للسيارة شغل تلك المنظمات الشاغل. حيث لم يكن في الإمكان التشبث بسواها. وكان المرأة الغربية تنعم بالاحترام الذي صان كرامة المرأة العربية والمسلمة، بينما استعملت المرأة الغربية سلعة إعلان وهوس... الآن وجدت المنظمات المذكورة فرصتها بالحالة اليمنية. لتشفي غليل غايتها بالتقارير التي بدأت تنضح غاياتها. ولا أدل عليه من طلب الحكومة الشرعية تغيير ممثل المنظمة باليمن الذي دارت حوله الشكوك، حتى ثبت باليقين الانحياز للانقلابيين بتصرف السيد ستيفن أوبراين. الذي رغم ما لاقاه من كرم وحسن اللقاء بعدن، لقي الاهانة والتهديد من قبل الانقلابيين. ولن يغير هذا الموقف من اتجاهات المنظمات وعلى رأسها السيد ستيفن. فلن ننتظر تقريره القادم عن زيارته لليمن، فالحكم عليه من السوابق سيحيل بمسئولية المأساة الإنسانية باليمن على الشرعية والتحالف.