رغم كل إجراءات القمع والتجاوزات التي ارتكبتها أجهزة الشرطة والباسيج في إقليم الأحواز المحتل من قبل النظام الإيراني، إلا أن أهالي الإقليم من العرب الأحوازيين يواصلون تظاهراتهم واحتجاجاتهم التي أخذت طابع التحدي والمواجهة لقوات القمع الفارسية فمنذ بداية شهر فبراير (شباط) حتى يومنا هذا والتظاهرات الاحتجاجية مستمرة منذ أكثر من شهر إذ دخل الشهر الثاني لهذه الاحتجاجات التي يعد الأحوازيون على استمرارها حتى تشعر الأسرة الدولية بمعاناتهم التي يمارس نظام ملالي إيران على أهالي الأحواز في تمييز عنصري وطائفي مقيتين، ويسعى الأحوازيون إلى نقل معاناتهم وما يتعرض له إقليم الأحواز من تدمير بيئي وانتهاك لأهالها العرب حتى يتحرك المجتمع الدولي لردع ملالي إيران الذين استمرؤوا صمت المجتمع الدولي واستمروا في ارتكاب الجرائم التي تندرج جميعها ضمن الجرائم التي تصنفها جمعيات حقوق الإنسان بأنها جرائم ضد الإنسانية. الأحوازيون الذين يواصلون تحديهم لإجراءات القمع الفارسية اتجهوا إلى تعظيم انتماءاتهم العربية من خلال الإصرار على ارتداء الثياب العربية والغتر الحمر التي تثير غضب أجهزة القمع الفارسية، وإضافة إلى التظاهرات المستمرة التي رفعت شعارات (هيهات منا الذلة) و(لا تخافوا كلنا معاً). فيما حاولت قوات القمع مواجهة تزايد وتنامي التظاهرات بالتهديد فنشرت بياناً تهدد المتظاهرين بالتعامل بقسوة مع المتظاهرين وتفرض عليهم عقوبات تتضمن الجلد والنفي القسري، إلا أن الأحوازيين ردوا على بيان أجهزة القمع بتجديد التظاهرات ورفع شعارات جديدة (لا تخافوا كلنا معاً ناقضين لتعليمات الملالي)، وأطلقوا صفير السخرية بإتجاه قوات القمع وواصلوا تظاهراتهم تحت لافتات كتب عليها (نهاية فترة الصمت) و(يجب معاقبة منفذي نقل مياه كارون). وكتب شباب الأحواز الذين يسطرون كل يوم بطولات فذة في مواجهة قوات القمع الفارسية، ولاحظ متابعو الأحداث في الأحواز تنامي التظاهرات وازدياد المشاركين فيها بعد انضمام أغلب أهالي مدن الأحواز الذين باتوا لا يخشون إظهار اشمئزازهم وكراهيتهم حيال نظام ولاية الفقيه القمعي الفاسد والمخرب، وأخذت حيطان الشوارع والبنايات تشهد كتابات منها (أين العدالة) وتظهر صور لقادة أجهزة القمع من الباسيج، وقد آثارت هذه الرسومات واستمرار التظاهرات وكسر رهبة الخوف من أجهزة القمع الفارسية قلق وحتى خوف النظام الإيراني فاستقدم عدداً من أجهزته وعملائه في محافظتي فارس وكهكيويه وبوير بسيارات خاصة بما يسمى بقوات مكافحة الشغب لمحاصرة المتظاهرين والتي تنبئ وتهيئ بثورة لأبناء شعب الأحواز الذين تجاوزوا حاجز الخوف والرهبة رغم كل ما تفعله أجهزة القمع التابعة لنظام ولاية الفقيه.