الطبعة الأولى من كتاب الأديب حمد القاضي «مرافئ على ضفاف الكلمة» صدرت مؤخراً في 174 صفحة من الحجم المتوسط وقدم للكتاب د. غازي القصيبي قبل وفاته بكلمات معبرة وجميلة قال: هذه المرافئ! حمد القاضي لا يغمس قلماً في مداد.. ويكتب على ورقة.. إنه يغمس وردة في محبرة الحب.. ويكتب على شغاف القلوب.. لهذا تجئ كلماته رقيقة دوماً.. ناعمة دوماً.. حتى عندما يلامس المأساة.. ويفتح الجراح.. وفي هذه المرافئ.. حديث عن قضايا الإنسان كلها عن الموت والحياة.. والسلم والحرب.. والفوات واللقاء.. والمرض والعافية والضحك والبكاء.. والبداية والنهاية.. كلمات عن الهموم الصغيرة كلمات رقيقة كلها.. ناعمة كلها.. كوردة مغموسة في محبرة الحب! الكتاب أنيق جاء في إخراج متميز.. وتم تقسيمه إلى أبواب: مرافئ اجتماعية.. ومرافئ وطنية.. ومرافئ تأملية.. ومرافئ ثقافية. ونُشر في أول الكتاب أول مقال نشره الكاتب في بداية مشواره مع الحرف والكلمة وكان المقال بعنوان النجاح وليد العمل والكفاح.. وقد خصص دخل الطبعة الأولى من الكتاب لجمعيات الأيتام في المملكة.. ومن الكتاب الأنيق نقتطف هذه الباقة من الكلمات: * هذه الحياة.. ليست أكثر من مرافئ تتوقف قوارب حياتنا عندها، ففي مراحل العمر: خطوات طفولة.. ووقفات صبا.. ووثبات شباب.. ثم نضج رجوله فتأملات كهولة.. فضعف شيخوخة ثم مرفأ النهاية الحتمي! وفي فضاءات هذه الحياة نسعد بمرافئ الخير.. ونهنأ بضفاف الحب.. ونبتهج بمكتسبات الوطن، تماماً كما نتألم عند صواري الشجن ويورق الألم في وديان جوانحنا عند رحيل الأحبة. * أليس من الأجدى والأوفر سعادة أن نذرع دروب العمر ونحن نحمل مشاعل المحبة.. والصفاء.. أم الأجدى أن نسير فيها ونحن نتأبط هراوات العداء والشحناء؟ * لا أحب شيئاً عند دخولي لذلك الصندق الطائر مثل حبي لقراءة كتاب القضاء المفتوح والتأمل في سفر الكون الأزرق. في إحدى الرحلات التي صادف موعدها موعد غروب الشمس، كان منظر الغروب مشهداً مهيباً رهيباً..! لاحظت الشمس وهي ترحل.. ثم لا يبقى خلفها سوى أطراف فستانها البرتقالي الجميل.. ثم تختفي كلية بقرصها وفستانها وأشعتها..! * أيهذا الوطن.. هل يوجد وطن في الدنيا مثلك يحتضن خير البقاع ويضم أقدس الأماكن وتحت ترابه جسد الحبيب! إنك لست ملاذنا الآمن لوحدنا.. بل أنت بحرميك الأطهرين ملاذ كل إنسان يتهاوى في قلبه نهر الإيمان دافئاً كحضن الأم.. مضيئاً كوهج الإيمان.