فاصلة: ((من يراقب الريح كثيرًا، لا يزرع بذرة أو نبتة)) - حكمة عالمية - بما أنه لا توجد لدينا صحافة إلكترونية حقيقية فبالتالي لا يوجد لدينا صحافي إلكتروني مهني في الغالب. ولست أحب أن تتحول هذه الزاوية إلى محاضرة أكاديمية تطرح معلومات علمية عن هذا النوع من الصحافة المتطورة في الغرب مقارنة بالصحافة في المنطقة العربية، لكن أرى أنه من المهم أن يعرف الجمهور قبل الصحافيين أن ما يوجد الآن هي مواقع في الإنترنت للصحف ينقل إليها الفنيون غالبًا المحتوى الورقي دون تحديث للمحتوى أو هي مواقع إخبارية أطلقت بهدف نشر الأخبار على موقع على الإنترنت دون سواه من وسائل الاتصال، مثل موقع إيلاف، أو مواقع تتبع مؤسسات إعلامية لكنها مستقلة من حيث الطاقم الصحفي وتحرير الخبر كموقع الجزيرة نت. الجمهور الذي لا يثق الآن بالصحافة الإلكترونية لأنها بصفتها الحالية من وجهة نظري غير مستقرة ولم نهتم كمهنيين أن نؤسس لها قاعدة ثابتة لأنها المحطة القادمة التي تأخر في الدخول إليها العرب كالعادة، لن يثق فيما بعد أن اقتنعت صحفنا باختلاف هذه المرحلة عن الماضي وأصبح المحتوى إلكترونيًا. السؤال المهم: هل وفرت المؤسسات الصحافية للصحافيين مهارات وآليات تقنيات المعلومات وهي المهارات اللازمة للصحفي الذي يحرر مادته ليقرأها الجمهور عبر شبكة الإنترنت؟ هل يعرف ويتقن الصحافيون صحافة الموبايل وصحافة الفيديو مثلاً؟ الصحافة الإلكترونية لا تشبه الصحافة المكتوبة، والتلفزيونية والإذاعية، بل مختلفة في ثلاث مسائل حددها الاستاذ «عادل رواتي» رئيس قسم الشبكات الاجتماعية والفيديو ملتيميدا بالإذاعة الجزائرية: (الصحافة الإلكترونية عمل صحفي، يقوم به صحفي ولفائدة مؤسسة إعلامية، لا يشبه صحافة المواطن أو التدوين بمعنى اشتراط وجود مؤسسة إعلامية للنشر واستخدام التقنيات وهو ما يفعله الصحافي التقليدي لكن ما يميز الصحافي الإلكتروني أن المحتوى الذي يعده يتم نشره على الإنترنت، وليس في جريدة ورقية أو بثه عبر أثير الإذاعة والتلفزيون). هذا المحتوى لا يشبه المحتوى التقليدي حيث تتدخل تقنيات الصورة بشكل لافت في المحتوى كما أن الصياغة نفسها تناسب متصفح شبكة الإنترنت وهو قارئ مختلف في سيكولوجيته يقرأ بشكل مسحي سريع والأهم أن نلبي رغبته في التفاعل مع النص باستخدامنا لمهارات التقنية (Technical skills)، لذلك عندما أقابل صحفيًا من الشباب يلقي اللوم على التقنيات الحديثة في علاقتها بالصحافة أعرف بأنه لن يكون صحافي المستقبل.