قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود «إنّ الذكرى الثانية لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ملكاً للمملكة تحل علينا وقد حقق لبلادنا الكريمة النماء وعزز دعائم الأمن والأمان في عالم هزّته النزاعات والأزمات الاقتصادية، فمنذ أن تولى مقاليد الحكم في هذا الوطن مكملا مسيرة البناء والنهضة الشاملة التي أسسها وبنى كيانها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه - عندما وحّد هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله، وإرساء دعائم المحبة والإخاء، وبنى مجداً نفخر به، أكمله من بعده أبناؤه الملوك البررة الذي قدموا لهذا الكيان الشامخ الازدهار والتقدم، وصولاً إلى عهد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهم الله - عهد الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. وقال سموه في كلمة له بمناسبة الذكرى الثانية لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: إننا في هذا اليوم نتذكر عامين من العطاء والإنجاز اللذين عمّا أرجاء الوطن. إن عهد خادم الحرمين الشريفين شهد قرارات حاسمة للوطن وللأمة أجمع، حيث أسهمت تلك القرارات في تحقيق الأمن والأمان ليس للمملكة فقط وإنما لكل البلدان الصديقة لهذا الوطن كما أنها ساهمت في نصرة المظلومين والمستضعفين في كافة أنحاء العالم لتستمر المملكة في دورها القيادي والريادي في المنطقة بلمّ شمل الأمة العربية والإسلامية وتوحيد صفوفها في مواجهة التحديات التي تواجهها لاسيما مكافحة الإرهاب إلى جانب مساندته - حفظه الله - للقضية الفلسطينية ودعمها في كافة المحافل الدولية بالإضافة إلى الوقوف مع الشعبين السوري واليمني فيما يواجهونه من استبداد جعلهم ينزحون عن مواطن عيشهم بحثاً عن الأمن والأمان، حيث وقفت المملكة بكافة مؤسساتها السياسية والمدنية والخيرية للوقوف مع المقيمين على أرضها من اليمنيين والسوريين وذللت لهم كافة العقبات لينعموا بعيش كما تعودوه في أوطانهم بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين منهم على حدود بلادهم، لتساهم تلك المساعدات في التخفيف من حجم الكارثة التي يعيشونها. كما استطاع - حفظه الله - بحكمته وفائق بصيرته أن يجعل هذا الوطن موطن الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية التي لم يشهدها أي موطن في عالمنا الذي يعيش من حولنا حيث جعل أمن الوطن والمواطن جلّ اهتمامه، فقد سخّر بفضل الله كل الإمكانات المادية والمعنوية لتنمية الإنسان والمكان التي هي أساس الأمن والاستقرار. كما شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - رؤية اقتصادية ستكون انطلاقة لعهد جديد لا يعتمد على البترول كمصدر للدخل وإنما يعتمد على أبناء وسواعد هذا الوطن في بناء اقتصاد متين يتناغم مع التغييرات التي يعيشها العالم ويمهد لعصر خالٍ من الذهب الأسود بما لا يؤثر على نماء وعطاء هذا الوطن الذي أصبح وطناً لمن ليس له وطن، وأرضاً عطاؤها لا ينضب فقد تضمنت رؤية المملكة (2030) والتي أطلقتها قيادة المملكة إنشاء مشاريع تنموية عملاقة في كل المجالات، وإنشاء بنية تحتية تعلن بدء عصر جديد في دولة تسعى وسعت نحو الرقي بمستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية والخاصة لأبناء وبنات هذا الوطن والمقيمين. وبين سموه في كلمته بهذه المناسبة أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تغفل ولم تنس وسط الأزمات التي تعيشها بلدان عديدة في هذا العالم أن تدعم مواطنيها من متدني ومتوسطي الدخل، حيث تم تخصيص حسابات للمواطنين يتم من خلالها تقديم دعم مالي لهم لمواجهة الأزمات الاقتصادية والتضخم الاقتصادي الذي يعيشه العالم في ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أكدت على حرصها بتوفير فرص العمل في القطاعين الأهلي والحكومي لأبناء وبنات هذا الوطن بالإضافة إلى أن تكون التخصصات الجامعية والكليات تتوافق مخرجاتها مع حاجة سوق العمل لينعم المواطنين والمقيمين في هذا الوطن بمستوى عالٍ من الخدمات في مجال التعليم والصحة والضمان الاجتماعي من أجل تحقيق تنمية الإنسان والمكان في مختلف المجالات. داعياً المولى عز وجل أن يحفظ قيادتنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الذي عمّ خيره وعطاءه الوطن والمواطن وأن يحفظ ولي عهده الأمين، وولي ولي عهده - حفظهما الله- وأن يعيد علينا هذه الذكرى الغالية أعواماً عديدة والوطن وشعبه الوفي الأبي وقيادته الحكيمة في خير وأمان.