كشفت المدير العام للتمريض بالإنابة في وزارة الصحة نورة مدني، عن سعي الوزارة لتطبيق برنامج مدته 3 أشهر تلزم به خريجي تخصص التمريض قبل الالتحاق بوظائفهم، مشيرة إلى وجود تحرش بممرضات لكن غالبيته لفظي. وأوضحت مدني ل«الحياة»، أن عدد الممرضين التابعين لوزارة الصحة يبلغ 53170 ممرضاً وممرضة، منهم 33595 سعودياً، مشيرة إلى أن نقص كادر التمريض مشكلة تعاني منها دول العالم وليس السعودية فقط. وأضافت أن حاجة الوزارة من كادر التمريض ستتضح بشكل دقيق مع نهاية العام الحالي (2012)، إذ سيتم الانتهاء من مشروع نظام قياس عبء العمل التمريضي بحسب معايير الجودة لجميع مستشفيات وزارة الصحة، وذلك من خلال اعتماد أداة لقياس العبء التمريضي (SNWM tool) التي توفر النسب المثلى للحاجة التمريضية وترتبط بالسعة السريرية لأقسام المستشفيات، لتوفير رعاية تمريضية آمنة وذات جودة عالية. ورداً على شكاوى تتعلق بنقص بدلات التمريض مقارنة بالأطباء والصيادلة، قالت مدني: «السلم الجديد لوظائف الفنيين والاختصاصيين في التمريض سينهي مشكلات وشكاوى الممرضين والممرضات بشكل نهائي». وأوضحت أن وزارة الصحة لا تشرف على أي برنامج تعليمي باستثناء برنامج «التجسير» الذي تم اعتماده أخيراً ويخدم خريجي الدبلومات ويمنحهم درجة البكالوريوس. وزادت: «هناك شريحة كبيرة من أصحاب الدبلومات يتبعون للوزارة ولا بد من تحسين مستواهم التعليمي، والبرنامج سيستوعب جميع خريجي الدبلومات». وتطرقت إلى أن زيادة الكليات الصحية هو من اختصاص وزارة التعليم العالي التي تشرف على الكليات الصحية بشكل كامل، بينما يكمن دور الوزارة حالياً في وضع برنامج يسمى «البرنامج التعريفي» الذي يلزم الخريج باجتيازه خلال 3 أشهر للالتحاق بوظيفة التمريض، ويلزم بإعادته في حال الفشل. وتحدثت مدني عن برامج أخرى تنوي إدارة التمريض تفعيلها العام المقبل لزيادة كفاءة التمريض، مثل برامج تدريب القيادات التمريضية على المستوى المناطق، إضافة إلى 8 برامج تخصصية، مدة كل برنامج 3 أشهر لجميع تخصصات التمريض. وأشارت إلى استراتيجيات عدة للوزارة لسد فجوة نقص التمريض وتطويره عبر استحداث وظائف للتمريض (اختصاصي، اختصاصي أول، فني أول)، ووضع درجة بكالوريوس كحد أدنى، وتفعيل مشروع (باحث) وهو مشروع لتعزيز وتطوير القدرات البحثية لدى الكوادر السعودية التمريضية لعمل الدراسات والبحوث اللازمة، ومشروع إعداد المستشفيات الجاذبة لتوفير بيئة جاذبة في التمريض داخل مستشفيات وزارة الصحة، إضافة إلى الابتعاث الخارجي لدرجة الماجستير والدكتوراه. ونفت تدني إقبال السعوديين على مهنة التمريض: «هناك تنافس على المهنة من السعوديين»، مشيرة إلى «وجود التحرش، ولكن غالبيته لفظي وسببه اختلاف ثقافة الناس في المجتمع السعودي، إذ إن البعض يستغربون ظهور المرأة فضلاً عن عملها كممرضة»، مضيفة أن إدارة حقوق الموظفين تعنى بجميع مشكلات الممرضات، وتجري دراسة عن ذلك، وسيتضح من خلالها العدد الفعلي لقضايا التحرش وغيرها من المشكلات التي تواجه قطاع التمريض. وذكرت أن مشكلة إحلال السعوديين كانت تكمن في وضع متخرجات جدد من دون خبرة في تخصصات حرجة، ما أثر سلباً في سير العمل، ولذلك طلبت وزارة الصحة من وزارة الخدمة المدنية ألا يكون هناك إحلال للأقسام الحرجة فقط، وجرى حل هذه المشكلة. وعن مشكلة طول فترة العمل بالنسبة إلى الممرضات، قالت مدني: «نظام عمل المرأة في التمريض لا يختلف عن الرجل، وساعات العمل ليست بتلك الصعوبة فهي لا تتعدى 8 ساعات، والمهنة تتطلب وجود الممرضة طوال تلك الفترة، ومن ضمن الدراسات التي سترفع لتحسين وضع المرأة في مهنة التمريض وجود روضات للأطفال في المستشفيات، لأن عدم وجود روضة هو من أسباب غياب الممرضة». ولفتت إلى أنه لا يوجد وكالة للتمريض تعنى بمشكلاته العلمية والعملية وتمثله إقليمياً ودولياً، وهذا حلم وطموح لكل منسوبي التمريض، مشيرة إلى أن تمثيل التمريض يوجد فقط في هيئة التخصصات الصحية، أما في وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية وصندوق التنمية للموارد البشرية والضمان الصحي فيوجد تعاون معها فقط.