كصحراءٍ تُكابِر.. ما تسامتْ بابتهال رمالها نحو السحابْ لي كبرياء الرملِ لو تدرين عن شِيَم اليبابْ! للرمل روحُ الريح ذاكرةُ الحداء أسى الرحيل له انكسارات الإيابْ للرمل فلسفةُ السؤالِ ولي ارتباكاتُ الجوابْ أنا فكرة الخوف التي رقصت بأحشاء السنابلِ كلما عزفت خُطا تلك المناجلْ أنا رقصة الأغصان.. هل تدرين ما معنى ارتعاش الغصن إن غنّت مواسم الاحتطاب؟ * * * عمري مذاق الصمت صوت الانتظارْ وإذا رجعت أجوس ذاكرتي تربّصَ بي صدى ذكراكِ يخطفني بحالات استلابْ صيغُ الرحيلِ كثيرةٌ لكنّ أقسى رحلةٍ ما كان آخرها التفاتْ * * * ما أوجع الظمأَ المرير إذا تدفق أنهراً والبيد موطن الاغتراب! ما ثَم غيرُ الشوك يُصغي كلما انهمر العتابْ يا صوتها المَطَري في رملي اشتياقاتٌ سيحصدها الغيابْ ما قيمة الغيمات خجلى إذْ يراودها انسكابْ؟ اِحكي لرمضائي.. لقحط مجاهلي لغةَ الهطولِ فسوف يفهمها الترابْ وإذا هطلتِ وأنت أعذب غيمةٍ لا تسألي الصحراء عن طعم السرابْ أنا قد محضتُك رملَ صحرائي فلم يطمث رمالي البِكرَ قبلك من رِكابْ أنت الحضور ولو هجرتِ وكل من حضروا... غيابْ - د.سعود بن سليمان اليوسف