نعود للتوقف مجدداً، وللمرة الثالثة في هذا الموسم يتوقف الدوري إجبارياً ولمصلحة المنتخب، وقد يكون للتوقفات فوائد لبعض الفرق، وهذا أمر مؤكد، طالما أنه في الفترتين السابقتين حصل توقف واستفادت منه بعض الفرق. ثماني جولات مرت، كان فيها صعود مستويات فرق، وانخفضت مستويات بعضها الآخر، ولعلنا نبدأ بالمتصدر فريق الاتحاد الذي فقد صدارته من أمام الشباب ليتصدر الهلال، ولكن الأخير تنازل عن صدارته ولمصلحة الاتحاد الذي فاز عليه في أرضه وبين جماهيره، ليتمسك بها في الجولة الثامنة بعد أن كسب فريق الباطن. الاتحاد الذي أُجبر على التوقف قدم في هذه الفترة مستويات جيدة مهدت له الصدارة، ولكن أن أراد الاتحاديون التمسك بالصدارة وتحقيق اللقب الذي غاب عن خزائنهم سنوات عدة فعليهم زيادة العمل، والتحفيز، والاستمرار في الزج باللاعبين الشباب مع وجود لاعبي الخبرة، فالمنافسة هذا الموسم يبدو بأنها حامية، فالوصيف الهلال لا يفرق عن المتصدر إلا بنقطة، والثالث النصر متعادل مع الوصيف في النقاط، والرابع الشباب لا يفرق عن المتصدر إلا بنقطتين، والخامس الأهلي يفرق مع المتصدر بثلاث نقاط، وهذا الأمر يحتم على جميع المتنافسين العمل لكسب البطولة خاصة وأن المتنافسين هذا الموسم هم الفرق الأقوى، بعكس المواسم السابقة التي كان فيها فريق أو فريقان هم المتنافسون! نأتي على الوصيف الهلال الذي غيّر مدربه المؤقت سيبيريا ليستلم الأرجنتيني دياز المهمة، ولعل سيبيريا قدم فريقا جميلا كسب من خلاله احترام المشاهد، ولكن الفريق يحتاج لعمل كبير حتى يستطيع كسب البطولة، فإن كان دياز لا يلام في الفترة السابقة لعدم معرفته بالفريق ولاعبيه، إلا أنه في المعسكر المقام في الدوحة سيتعرف على الفريق أكثر، وسيعرف إمكانيات كل لاعب، وهذا سيتيح له معرفة احتياجات الفريق في المرحلة المقبلة، ومعرفة ماذا يحتاج على مستوى اللاعبين الأجانب الذين لم يعطوا كامل ما لديهم، فمثلاً المهاجم ليو لا نستطيع الحكم عليه بشكل نهائي لعدم لعبه بشكل أساسي، وهذا خطأ كبير، فمن المفترض أن يحصل ليو على الفرصة الكاملة حتى يتم الحكم عليه، أيضاً لا يمكن قبول جلب لاعب مثل ليو وركنه على دكة البدلاء، كما أن تياغو ألفيس لم يحظ بإعجاب الجمهور والنقاد حتى الآن، ففوق رعونته يحتاج ألفيس للالتزام وترك الأنانية، أما إدواردو فهو محير جداً، فمباراة يلعب بشكل يجعلك تقول: إنه أفضل الأجانب على مستوى السعودية، ومن ثم يغيب أكثر من مباراة، ويصبح عالة على الفريق، وهذا يتطلب من الإدارة والجهاز الفني تنبيه اللاعب لذلك، ويبقى المحترف الرابع ميليسي الذي يجلس على دكة البدلاء بدون أي فائدة ترجى منه وقد يكون أول الراحلين في الفترة الشتوية! الهلال الذي خسر في الجولة قبل الأخيرة من أمام منافسه الاتحاد ومن ثم فاز وبصعوبة بالغة على الفتح، يحتاج للمزيد من التأقلم والانسجام ورفع المستوى اللياقي لدى لاعبيه! نذهب لصاحب المركز الثالث فريق النصر الذي يتعادل مع الهلال في النقاط واستفاد من فترة التوقف الماضية، حيث كان ما قبل التوقف الماضي في مستوى لم يتقبله أنصاره لدرجة أن الإدارة فكرت في تغيير الجهاز الفني، ولكن مع التأقلم والانسجام، بدأت شخصية المدرب تتضح، وبدأ الفريق يقدم مستويات جيدة، وبدأ اللاعبون الأجانب يبرزون ولعل أبرزهم فيكتور أيالا الذي يعتبر من نجوم النصر، وبرز في صناعة وتسجيل الأهداف، وهو مكسب للفريق النصراوي. النصر الذي فاز على منافسه الأهلي في ستاد الملك فهد واتبعه الفيصلي والرائد يمتلك في رصيده النقطي 18 نقطة جعلت يتعادل مع الهلال في النقاط والوصافة، وهذه محفزة لأنصاره ومحبيه لدعمه حتى يستمر. أما صاحب المركز الرابع فريق الشباب فقد استمر على مستوياته السابقة، وظل الفريق يقدم نفسه بصورة جيدة، ويحافظ على أدنى المستويات المرضية لأنصاره، وبالرغم من غياب نجم الهجوم والهداف ابن يطو إلا أن فرقة سامي الجابر استطاعت تحقيق الفوز في الجولة الثامنة من أمام فريق الفيصلي الذي كان عنيداً في هذه المباراة وتماسك حتى الدقائق الأخيرة، ولكن فريق الشباب استطاع الفوز والوصول للنقطة رقم 17 محاولاً من خلالها المنافسة. بقي من الفرق المتنافسة فريق الأهلي صاحب المركز الخامس ومن يملك في جعبته 16 نقطة، وهو شبيه بفريق النصر من حيث الاستفادة من فترة التوقف، وبالرغم من خسارته من النصر في الجولة السادسة إلا أنها لم تؤثر عليه، حيث حقق بعد هذه المباراة فوزين مهمين وبنتائج كبيرة من أمام الخليج والوحدة، والأهلي بمستوياته الحالية يستطيع المنافسة والتقدم، وهو مرشح مثل بقية الفرق السابقة لنيل البطولة. ختاماً الاتفاق كان مميزا في الجولات الأولى حيث فاز على الهلال والنصر وجمع نقاطا مهمة، ولكنه في الجولات الأخيرة هبط مستواه لدرجة أنه خسر من الوحدة بثلاثية، وخسر من الرائد بثنائية، وأقال مدربه من جراء تلك الخسائر، وكما أشدنا بالاتفاق سابقاً وننتقده حالياً، فالرائد والوحدة في الفترة الماضية وقبل فترة التوقف الحالية قدما نفسيهما بصورة جيدة، وكسبا احترام الوسط الرياضي، وتقدما في سلم الترتيب. هذه أحوال الفرق السعودية قبل فترة التوقف الحالية، فمن يستطيع الاستفادة من هذا التوقف، ومن يتراجع للخلف..!؟