تزخر محافظة الأحساء بعدد من المواقع التراثية التي تم تأهيلها وترميمها إضافة إلى عدد من المواقع الطبيعية والسياحية التي جعلت من الأحساء أحد الوجهات السياحية الرئيسة في المملكة. وتعد الأحساء من أعرق الحاضرات في الجزيرة العربية، ويعود تاريخها إلى أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد، وتعتبر من أكبر الواحات الزراعية في العالم حيث يوجد بها أكثر من مليوني نخلة. والأحساء مؤهلة لتكون منطقة جذب سياحي ليس فقط لسكان المملكة العربية السعودية بل لكل دول الخليج، فهي تضم العشرات من المواقع التاريخية والتراثية والعيون والينابيع الخاصة والعامة والعشرات من مواقع الجذب السياحي، إضافة إلى تنامي أعداد الأسواق والمجمعات التجارية الحديثة مؤخراً، وتطوير شاطئ العقير الذي ينتظر إقامة مشروع وجهة العقير السياحية الذي تتبناه هيئة السياحة مع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص. وقد أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤخراً عن موافقة المقام السامي الكريم بتاريخ 29-12-1435ه على طلب الهيئة تسجيل عشرة مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي من بينها واحة الأحساء. مواقع أثرية وأماكن سياحية وأمام السائح مواقع أثرية وتراثية وأماكن سياحية عدة في الأحساء، حيث توجد عدة قصور أثرية ومساجد تاريخية أهمها مسجد جواثا الذي يقع بين قريتي الكلابية والمقدام في منطقة كانت تُعرف بمدينة جواثا والتي كانت لبني عبد القيس في العصر الجاهلي، وأقيمت فيه ثاني صلاة جمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك دلالة على اعتناق أهالي هجَر الدين الإسلامي مبكراً. وقد قامت مؤسسة التراث الخيرية مؤخراً بترميمه. وهناك مسجد الجبري في حي الكوت بالهفوف الذي أُسس في عهد الدولة الجبرية عام 880 ه، ويتميز بطابعه المعماري المبني بنظام الأقواس المتقاطعة وما زالت تقام فيه الصلاة حتى الآن. جبل القارة ويعد جبل القارة أهم معلم سياحي في الأحساء، ويكتسب شهرته من امتلاكه لبعض الصفات النادرة وهي البرودة الشديدة لكهوفه في فصل الصيف ودفئها في فصل الشتاء. ويمكن للسائح الاستمتاع بالجلوس على سفح الجبل لرؤية امتداد النخيل على امتداد النظر، أو المرور في شوارع قرى التهيمية والدالوة والقارة والتويثير التي تحرس الجبل لإمتاع العين بمشاهدة التكوينات العجيبة لصخور الجبل والتي تكون على شكل رأس إنسان أو حيوان أو طائر، وهي بمثابة لوحات فنية وأشكال بديعة وفريدة لصخور الجبل تثير الانبهار والدهشة. ونجح مؤخراً مشروع «أرض الحضارات» في جبل القارة بالأحساء، في جذب السياح من الداخل والخارج، بنسبة فاقت الضعف. حيث توجهت الشركات السياحية الصغيرة والكبيرة في الأحساء لتنظيم رحلات وجولات سياحية داخل المحافظة، إذ يركز مشروع أرض الحضارات على إعادة تراث وتاريخ الأحساء القديم، وعلاقتها بالحضارات القديمة، إلى جانب تنوع أركانه التي تحكي الحقب الزمنية التي توالت على الأحساء مدعمة بالمنحوتات الصخرية. وسط الهفوف كما تم إطلاق مشروع وسط الهفوف الذي يعد أحد مشاريع برنامج أواسط المدن التاريخية الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة الشئون البلدية والقروية ويهدف إلى تأهيل وتطوير المراكز التاريخية في المدن ومنها المنطقة التاريخية في جدة ومركز وسط الطائف التاريخي ومركز وسط المجمعة التاريخي ومركز وسط الهفوف التاريخي. ويهدف مشروع وسط الهفوف إلى تطوير المنطقة من خلال المحافظة على مقوماتها التاريخية وتحويلها إلى مصدر جذب سياحي وتاريخي. ومن أبرز عناصر وسط الهفوف سوق القيصرية الذي ارتبط باسم الواحة التي لعبت على مدى تاريخها في دفع الحركة الاقتصادية والأثرية والتاريخية للمملكة. تمت إعادة بناء سوق القيصرية وفق الطراز المعماري القديم، والمكونات والنقوش والزخرفة التي تميز السوق، ووصل عدد المحلات في السوق، بعد إعادة بنائها إلى 345 محلاً. «بيت الثقافة» في الهفوف من المعالم التراثية الهامة في الأحساء بيت الثقافة «في المدرسة الأميرية بالهفوف الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني»، خلال حفل أُقيم على هامش ملتقى التراث العمراني الثاني الذي أُقيم في المنطقة الشرقية، وقامت مؤسسة التراث الخيرية بترميمها وإعادة تأهيلها وذلك بمبادرة ودعم من سمو رئيس الهيئة رئيس مؤسسة التراث الخيرية الذي تحمّل تكاليف الدراسات العلمية لتأهيل المبنى وترميمه، ليصبح مركزاً حضارياً بالمنطقة، حيث رأى سموه أهمية إحياء المدرسة وأمر بإجراء دراسة فنية لترميم أولى مدارس الأحساء. وهدفت الهيئة من تحويل المدرسة الأميرية في مدينة الهفوف إلى بيت للثقافة يحتوي على أنشطة ثقافية عدة إلى إبراز الوجه الحضاري والثقافي لمحافظة الأحساء والمنطقة الشرقية. قصر إبراهيم شهد هذا القصر حدثاً تاريخياً هاماً وخالداً إذ استطاع المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - السيطرة عليه وما فيه من جنود وعتاد من أول يوم استرجع فيه الأحساء من قبضة العثمانيين ليلة الاثنين 28-5-1331ه. يقع قصر إبراهيم في حي الكوت بوسط مدينة الهفوف، وتقدر مساحة القصر ب 18200 م2، ويرجع عهد بنائه إلى عهد الجبريين الذين حكموا الأحساء ما بين 840 - 941 ه، قبل قدوم العثمانيين الذين قاموا في حملتهم الأولى باحتلال قصر إبراهيم. وشهد القصر بعد الانتهاء من ترميمه عدداً من الفعاليات السياحية. منزل البيعة شهد هذا المنزل عدداً من الأحداث التاريخية المهمة ومن أهمها أن المنزل شهد قدوم الملك عبد العزيز في ليلة 5-5-1331ه لفتح الأحساء حيث استقر فيه وبات في إحدى غرفه مع أخويه محمد وسعد وعبد الله وشهد أول لقاء بين الملك عبد العزيز والشيخ عبد اللطيف الملا وتمت مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقع هذا المنزل في فريج المطاوعة من حي الكوت جنوب غرب قصر إبراهيم الأثري.