سعادة رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الموقرة يوم الجمعة 17 صفر 1435ه، الموافق 20-12-2013م، تحت عنوان «الأحساء.. والاقتصاد السياحي» للكاتب الدكتور سامي النعيم، والذي طالب فيه بوضع خطة استثمارية استراتيجية لتحويل منطقة الأحساء إلى منطقة سياحية من الطراز الأول لما تحتوي عليه من المعالم الأثرية والشواهد التاريخية والمناطق الطبيعية، مما يدعم جهود المملكة لتطوير الاقتصاد السياحي. ونحن في الهيئة العامة للسياحة والآثار إذ نشكر للكاتب الكريم إشادته بجهود الهيئة ودورها في ترميم وإعادة تأهيل بعض المواقع التراثية بالمحافظة، مستشهداً بإعادة تأهيل وترميم «بيت البيعة»، نود في نفس الوقت التأكيد على أن الهيئة تولي محافظة الأحساء بكل مدنها وقراها عناية خاصة، وأن دورها لم يقتصر فقط على الاهتمام ب(بيت البيعة)، ولذلك نريد أن نوضح لقرائكم الكرام أن الهيئة بالتعاون مع شركائها من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وأبناء المجتمع المحلي في محافظة الأحساء عملت منذ فترة مبكرة على ترميم وإعادة تأهيل عدد من القصور والقلاع الأثرية والتاريخية في المحافظة، منها: «قصر إبراهيم، وقصر صاهود، وقصر خزام، وبيت الملا (البيعة)، والمدرسة الأميرية الأولى بالهفوف، وخمسة مساجد أثرية، ومباني ميناء العقير الأثري، وتم تزويد بعض هذه المواقع بتقنيات وإمكانات العروض المتحفية، حيث تم إعداد وتنفيذ نظام للعروض المتحفية بقصر إبراهيم لعرض الصور التاريخية للأحساء، ونماذج من نتاج الحرف التقليدية اليدوية التي يشتهر بها المجتمع الأحسائي، كما يشتمل على معرض صور لنماذج من التراث العمراني المحلي، بالإضافة إلى التعريف بمكونات القصر ووحداته المعمارية من خلال لوحات باللغتين العربية والإنجليزية. كما تم أيضاً إعداد نظام للعروض المتحفية لبيت (البيعة) يضم شواهد من مكونات البيت الأحسائي التقليدي، وكذلك بعض شواهد بيعة أهالي الأحساء للملك عبد العزيز طيب الله ثراه أثناء دخوله للبيت، ويجري العمل على ترجمة اللوحات الموجودة بالموقع إلى اللغة الإنجليزية. كما نشير إلى أن المعالم التراثية التي تستقبل الزوار يومياً في الأحساء ستة معالم هي: المتحف، قصر إبراهيم، بيت البيعة، المدرسة الأميرية، مسجد جواثا، وميناء العقير الأثري، وهذه المواقع تستقبل الزوار طوال الأسبوع، بما في ذلك جميع الإجازات. وتوضيحاً لم تحدث عنه الكاتب بخصوص تطوير وتأهيل بعض الأحياء والمواقع السياحية والاقتصادية بمدن المحافظة، فإن أمانة الأحساء مشكورة ومن خلال شراكتها المتميزة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار قد شرعت منذ سنوات في تنفيذ مشروعات مميزة في هذا الجانب، ولا يفوتنا في هذا الصدد الإشارة إلى أهمية منطقة «وسط الهفوف» التي تعتبر من المواقع التاريخية المهمة التي أولتها الهيئة اهتماماً كبيراً، وتم إدراجه ضمن مشاريع برنامج تطوير أواسط المدن التاريخية بالتعاون مع وزارة الشئون البلدية والقروية، وقد تم وضع حجر الأساس لمشروع تأهيل وتطوير وسط الهفوف يوم الثلاثاء 4-6-1431ه بحضور صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الإحساء بالتزامن مع افتتاح سوق القيصرية التراثي، ويهدف المشروع إلى المحافظة على مقومات المنطقة التاريخية بالهفوف وتحويلها إلى مصدر جذب سياحي وتاريخي، لربط المعالم المعمارية التاريخية في قلب مدينة الهفوف مع بعضها البعض كقصر إبراهيم وبيت البيعة والمدرسة الأميرية ومسجد الجبري وسوق القيصرية وشارع الحداديد، وأنشأت الأمانة بلدية خاصة باسم بلدية وسط الهفوف التاريخي لتولي هذه المنطقة ما تستحقه من اهتمام سياحي واقتصادي. وفيما يتعلق بما أورده الكاتب الكريم عن الأسواق الشعبية، فإن أمانة الأحساء بشراكة الهيئة العامة للسياحة والآثار يعملان سوياً تحت مظلة مجلس التنمية السياحية على تطوير الأسواق الشعبية بالمحافظة، وقد بدأت الأمانة فعلياً من خلال المجلس البلدي في وضع مخطط لتطوير «سوق القارة» المجاور لجبل القارة، ليكون نواة لتطوير بقية الأسواق الشعبية المنتشرة في جميع قرى ومدن المحافظة تباعاً وفق خطة مرحلية خاصة بتطوير الأسواق الشعبية بالمحافظة. كما نجحت الهيئة بالتعاون مع هيئة الري والصرف في تطوير ثلاث عيون من عيون الأحساء، وهي «عين الحارة بالمبرز، وعين أم سبعة، وعين الجوهرية «، وقد وضعت هذه العيون ضمن المسارات السياحية التي وافق عليها صاحب السمو الأمير بدر بن جلوي محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية. وفيما يتعلق بمشروع «تطوير وجهة العقير السياحية»، تؤكد الهيئة على أنه مشروع وطني طموح يحظى باهتمام كبير من الدولة، كما يحظى بعناية كبيرة من الهيئة ومتابعة شخصية من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ويعد من المشروعات الكبرى التي تضعها الهيئة على قائمة أولوياتها، نظراً للأهمية التاريخية والسياحية التي يتميز بها موقع العقير. أما بالنسبة لما ذكره الكاتب عن «مدرسة القبة» نوضح أنها موقوفة لإحدى الأسر بالأحساء، وتم ترميمها على حسابهم الخاص، وهم من يملكون التصرف فيها ولا علاقة للهيئة بها، وكذلك «مدرسة النجاح» التي كانت تقع ضمن أحد البيوت الخاصة، واندثرت - للأسف - منذ مدة بعيدة، والهيئة العامة للسياحة والآثار ليس لها علاقة بالموقعين المذكورين. وختاماً.. نكرر شكرنا لكم على الاهتمام بمثل هذه الموضوعات المتعلقة بالتراث الوطني، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب. وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري.