عقدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورشة العمل الأولى ضمن فعالية «يوم في الرياض» التي تنظّمها في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، بالتزامن مع موعد انعقاد الدورة ال 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتستمر على مدى أربعة أيام. وعقدت ورشة العمل في اليوم الأول من الفعالية تحت عنوان «الرياض.. التخطيط من أجل الناس» وناقشت محور: (التخطيط والإدارة الحضرية) حيث سلطت الضوء على جوانب التخطيط والنمو في المدينة، واستعرضت تجربة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في تولي مسؤولية قيادة أعمال التطوير الشامل في المدينة بالشراكة مع الجهات المعنية في المدينة، وناقشت مؤشرات قياس الأداء في قطاعات التنمية بالمدينة، وأبرز القضايا والتحديات التخطيطية والحضرية التي تواجه المدينة في الحاضر والمستقبل. التطوير وفق الأسس العلمية الحديثة وفي بداية الورشة تحدث رئيس الجلسة الدكتور أحمد السيف، نائب وزير التعليم العالي سابقاً، عن تجربة مدينة الرياض التنموية وما حققته من منجزات تحت قيادة ودعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، حينما كان أميراً لمنطقة الرياض، حيث اتجه بالرياض نحو مرحلة جديدة من التخطيط والتطوير الشامل والموجّه القائم على الأسس العلمية الحديثة في تطوير المدن الكبرى. وأشار إلى تأسيس «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» لتتولى مسؤولية قيادة أعمال التطوير الشامل لجميع الجهات العاملة في المدينة بشكل موحّد، مستعرضاً تجربة الهيئة في إعداد (المخطط الإستراتيجي الشامل لمدينة الرياض) والمرصد الحضري لمدينة الرياض. تخطيط مرن يستجيب للمتغيرات بعدها ألقى الدكتور فيصل المبارك، نائب رئيس جامعة الفيصل للشؤون الأكاديمية، ورقة تناول فيها مقومات وخصائص مدينة الرياض الحضرية، ومراحل تطور المدينة من قرية صغيرة إلى واحدة من أكبر الحواضر في العالم، مستعرضاً تجارب المدينة التخطيطية الأولى، والتي توجّت بإعداد المخطط الإستراتيجي الشامل لمدينة الرياض. وأشار الدكتور المبارك إلى الرؤية المستقبلية التي رسمها المخطط الإستراتيجي لمدينة الرياض، والبرنامج التنفيذي للمخطط الذي تتولى الهيئة العليا تنفيذه بالتعاون مع بقية الجهات، كل حسب تخصصه، ويتضمن 100 برنامج ومشروع في مختلف القطاعات، منوها بالمرونة الكبيرة التي يتميز بها المخطط، وقدرته العالية للاستجابة للمتغيرات والمستجدات التي تشهدها المدينة. تعاون وشراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بعدها قدمت يامينة جاكتا، مديرة مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي - الموئل، ورقة عن البرنامج الإنمائي تناولت فيها أهدافه وأنشطته والنجاحات التي حققها حول العالم. ونوهت بالشراكة والتعاون بين البرنامج والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والقائمة في عدد من الجوانب من بينها تقديم خدمات استشارية للمرصد الحضري بمدينة الرياض في مجال إجراء الدراسات، واستقطاب الخبرات، وبناء القدرات البشرية الفنية المحلية، وتطوير قواعد البيانات. تحويل الرياض إلى مدينة ذكية من جانبه قدم الدكتور أنس الفارس، المشرف على برنامج مراكز التميز المشاركة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ورقة عن التوجه نحو تحويل الرياض إلى مدينة ذكية، استعرض فيها خصائص ومؤشرات قطاعي تقنية المعلومات والاتصالات في المدينة، والتغيرات التي شهدها مجتمع الرياض في جانب استخدام التقنيات الحديثة، وبشكل خاص بين فئة الشباب التي يشكل الشباب الفئة الأكبر من سكان المدينة، مستعرضاً المقومات التي تتمتع بها مدينة الرياض والتي تؤهلها للتحول إلى مدينة ذكية. تحقيق مبدأ الاستدامة في تخطيط وبناء مدينة المستقبل كما قدم الدكتور ليندسي نيلسون، مستشار تخطيط وزير البنية التحتية سابقاً بولاية فيكتوريا، ورقة عن برنامج تحديث المخطط الإستراتيجي الشامل لمدينة الرياض، الذي يهدف إلى استيعاب كافة المستجدات التي شهدتها الرياض خلال السنوات الماضية، وتحقيق مبدأ الاستدامة في تخطيط وبناء مدينة المستقبل. وبيّن أن المخطط سيركز على تطوير بنية المدينة الاقتصادية، وإطلاق إمكاناتها وقدراتها التنافسية، وتعزيز إيراداتها ومواردها، وتحسين بيئة ومناخ الاستثمار فيها، ورفع مكانتها كوجهة للاستثمارات النوعية، وقبلة للكفاءات المتخصصة، وموطن للصناعات الرائدة بمشيئة الله. وأشار الدكتور ليندسي نيلسون إلى أن المخطط الإستراتيجي سيعمل على تحقيق (رؤية المملكة 2030) بتصنيف 3 مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم، بمشيئة الله، تكون على رأسها مدينة الرياض، من خلال تحقيق مفهوم المدينة الذكية في مختلف قطاعات الرياض الخدمية والاجتماعية والاقتصادية، والارتقاء بخدماتها ومرافقها، ورفع مستوى جودة الحياة في المدينة إلى المستوى الذي يطمح إليه سكانها، عبر توفير البيئات الملائمة لنمط الحياة الصحية، وتنشيط حركة السياحة والترويح. بعدها فتح النقاش بين المتحدثين والحضور من الخبراء والمختصين حول الموضوعات التي عرضت في أوراق العمل، ثم نظمت ثلاثة أركان للجلسات الحوارية، بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، شارك فيها شارك خبراء ومختصون، وشملت: ركن مشروع سلام للتواصل الحضاري، وركن التطوع، وركن الحوار المفتوح. شاشة تفاعلية تستقطب زوار الأممالمتحدة كما شاهد زوار فعالية «يوم الرياض معرض الشاشة التفاعلية العملاقة التي أقيمت بطول 20 متراً وعرض مترين في ممر الدخول الرئيسي لمبنى منظمة الأممالمتحدة، وتعمل بتقنية عرض عالية الوضوح، تعرض مشاهد ومقاطع لقصة مدينة الرياض من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل.