تجدّد القصف الجوي والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سوريا وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لم يعلن رسمياً حتى الآن تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق روسي أميركي. ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في سوريا مساء الاثنين. وجرى تجديدها 48 ساعة إضافية حتى مساء الجمعة. ولم يعلن راعيا الهدنة الولاياتالمتحدة وروسيا رسمياً تمديدها مرة أخرى حتى الآن، إلا أن موسكو أعربت عن استعدادها تمديد العمل بها 72 ساعة إضافية. ويأتي ذلك في وقت لا تزال شاحنات المساعدات عالقة في منطقة عازلة عند الحدود السورية التركية بانتظار أن تمنح الضوء الأخضر للتوجه إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «تجدد القصف والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سوريا أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي»، مشيراً إلى أنه «حتى اللحظة تعد مدينة حلب الجبهة الأكثر هدوءاً». وأفاد المرصد السوري عن تجدد الاشتباكات ليلاً، وبعدما كانت تراجعت حدتها خلال الأربعة الأيام الأولى من الهدنة باستثناء بعض النيران المتقطعة، في الغوطة الشرقية قرب دمشق بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام «في محاولة من قبل الأخيرة للتقدم في المنطقة». وفي وسط البلاد، قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة تيرمعلة في ريف حمص الشمالي، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المعارضة. وتسيطر فصائل مقاتلة وإسلامية على مناطق واسعة في ريف حمص الشمالي. وفي غرب البلاد، تجدد القصف الجوي على محور جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، والذي شهد هدوءاً باستثناء بعض الخروقات خلال أربعة أيام من الهدنة، وفق المرصد. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في محافظة اللاذقية على ريفها الشمالي، حيث تدور منذ أشهر معارك. أما في مدينة حلب المقسمة، فقد أفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الغربية أن الهدوء سيطر على المدينة باستثناء بعض القذائف القليلة خلال الأيام الماضية. وتعد حلب جبهة القتال الرئيسية في البلاد، وهي تشهد منذ العام 2012 تبادلاً للقصف بين الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة. من جهته حذَّر مسؤول كبير بالمعارضة السورية المسلحة في حلب من أن وقف إطلاق النار في سوريا «لن يصمد» مع استمرار الضربات الجوية والقصف في بعض المناطق وعدم الوفاء بوعود توصيل المساعدات.وقال المسؤول «الهدنة كما حذّرنا وتكلمنا مع الخارجية (الأمريكية) أنها لن تصمد» مشيراً إلى استمرار وجود قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة على الحدود التركية في انتظار إذن الانطلاق إلى حلب.