قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (السبت)، إنه يتطلّع إلى التزام الولاياتالمتحدة تعهداتها في شأن سورية، مشيراً إلى أنه يعتقد أن الهدنة هدف مشترك لموسكووواشنطن. وأكد بوتين احترام موسكو التزاماتها بموجب الاتفاق الأميركي - الروسي حول سورية، وأن الجيش السوري «ملتزم تماماً» بالهدنة، لكنه اتهم الفصائل المقاتلة باستغلالها «لإعادة تجميع» صفوفها. وأوضح بوتين في تصريح نقلته «وكالة أنباء إنترفاكس»: «نشهد محاولات بين الإرهابيين لإعادة تجميع صفوفهم، أما بالنسبة إلى روسيا فهي تفي بكل التزاماتها»، مضيفاً أن موسكو أبرمت الاتفاقات الضرورية مع القوات الحكومية السورية. وذكر أنه متفائل حيال الاتفاق الذي أُبرم مع واشنطن التي دعاها إلى المزيد من الشفافية. وأضاف الرئيس الروسي: «شعورنا إيجابي أكثر منه سلبي» بشأن وقف اطلاق النار «أرغب في أن نكون صريحين مع بعضنا، لا أفهم صراحة لماذا علينا أن نخفي أي اتفاقات». وعلّق بوتين أيضاً الذي كان يتحدث في بشكك، عاصمة قرغيزستان، للصحافيين على انتخابات الرئاسة الأميركية التي تجرى في تشرين الثاني (نوفمبر)، قائلاً إن موسكو ستدعم أي شخص «صديق لنا» في أي دولة. ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف الجوي والاشتباكات تجددا في شكل محدود على جبهات عدة في سورية، فيما لم يعلن رسمياً حتى الآن تمديد الهدنة التي تم الوصول إليها بموجب اتفاق روسي - أميركي. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تجدد القصف والاشتباكات في شكل محدود على جبهات عدة في سورية، أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي»، مشيراً إلى أنه «حتى اللحظة، تعد مدينة حلب الجبهة الأكثر هدوءاً». وأوضح المرصد أن الاشتباكات تجددت ليلاً، بعدما كانت تراجعت حدتها خلال الأيام الأربعة الأولى من الهدنة، باستثناء بعض النيران المتقطعة، في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام «في محاولة من الأخيرة للتقدم في المنطقة». وفي وسط البلاد، قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة تيرمعلة في ريف حمص الشمالي، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المعارضة. وتسيطر فصائل مقاتلة وإسلامية على مناطق واسعة في ريف حمص الشمالي. وفي غرب البلاد، ذكر المرصد أن القصف الجوي تجدد على محور جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، والذي شهد هدوءاً باستثناء بعض الخروقات خلال أربعة أيام من الهدنة. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في محافظة اللاذقية على ريفها الشمالي، حيث تدور منذ أشهر معارك. وفي مدينة حلب المقسمة، أفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الغربية، بأن الهدوء سيطر على المدينة باستثناء بعض القذائف القليلة خلال الأيام الماضية. وتعد حلب جبهة القتال الرئيسة في البلاد، وتشهد منذ العام 2012 تبادلاً للقصف بين الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، والأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة. وتحاصر قوات النظام الأحياء الشرقية في شكل متقطع منذ أكثر من شهرين، دارت خلالهما معارك عنيفة في جنوبالمدينة.