قالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إن عشرات قتلوا وأصيبوا في قصف استهدف حيا خاضعا للأكراد في حلب شمالي سوريا, في وقت ساد هدوء نسبي المناطق المشمولة بالهدنة. فقد قالت وكالة الأنباء السورية إن 13 قتلوا وأصيب 40 اليوم الأحد عندما قصفت فصائل سورية مسلحة بمدافع الهاون والصواريخ حي الشيخ مقصود، الذي يقع في الطرف الشمالي لمدينة حلب الشمالية وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردية. وأضافت الوكالة أن القذائف سقطت في سوق للخضار, وتحدث تلفزيون الإخبارية السوري بدوره عن 14 قتيلا في هذا القصف. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة وفصائل أخرى أطلقت 70 قذيفة على الحي. وتشهد أطراف الشيخ مقصود -الذي يسكنه نحو أربعين ألفا معظمهم أكراد- اشتباكات في ظل سعي الوحدات الكردية بدعم من الطيران الحربي الروسي إلى عزل معاقل المعارضة في مدينة حلب من خلال قطع طريق "الكاستيلو", وهو الطريق الوحيد المتبقي الذي يصل حلب بريفيها الشمالي والغربي. وكانت قوات سوريا الديمقراطية, التي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية, قد استغلت الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري الشهر الماضي تحت غطاء من القصف الجوي الروسي شمال مدينة حلب لتسيطر على بلدات وقرى كانت خاضعة للمعارضة مثل بلدة تل رفعت, وسعت لاحقا إلى قطع طريق الكاستيلو. هدوء بالجبهات وقد شهد عدد من المناطق السورية المشمولة بالهدنة هدوءا خاصة في حلب وإدلب ودمشق واللاذقية ودرعا وحماة. فباستثناء القصف الذي استهدف حي الشيخ مقصود في حلب, لم تشهد المدينة وريفها اشتباكات تذكر في اليوم التاسع للهدنة. وفي إدلب شن الطيران الحربي السوري غارة على بلدة أبو الظهور, وتحدثت وكالة الأنباء السورية عن مقتل 11 من مقاتلي جبهة النصرة في بلدة أبو الظهور وسبعة في بلدة جرجناز خلال عمليتين منفصلتين. يذكر أن جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية مستثنيان من الهدنة. كما سُجلت اشتباكات متفرقة في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي. وفي وقت سابق اليوم قال مراسل الجزيرة في ريف حمص إن ثلاثة من المعارضة المسلحة قتلوا إثر استهداف قوات النظام لهم عند محاولتهم الخروج من منطقة الحولة إلى مدينة الرستن شمال حمص. وأضاف المراسل أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين قرب بلدة كيسين في محيط منطقة الحولة. وفي الوقت نفسه أغارت طائرات حربية على مناطق سيطرة تنظيم الدولة في دير الزور شرقي سوريا, كما اشتبكت قوات النظام السوري مع مقاتلي التنظيم في تلال مهين بريف حمص الجنوبي الشرقي. معبر التنف على صعيد آخر حصلت الجزيرة على صور لسيطرة ما يعرف بجيش سوريا الجديد على معبر التنف الحدودي على الحدود السورية العراقية بعد معارك مع تنظيم الدولة. وقالت مصادر خاصة للجزيرة إن طيران التحالف الدولي شارك في معركة السيطرة على المعبر, وقصف مواقع للتنظيم. وأضافت المصادر أن المعبر كان يحتوي على كميات كبيرة من المواد المتفجرة التي تستخدم في تفخيخ العربات إضافة لعربات أخرى معدة للتفجير. وتضاربت الأنباء بشأن الوضع في المعبر, وقال المرصد السوري ووكالة أعماق إنه لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة. وكان تنظيم الدولة قد سيطر على معبر التنف, الذي يسمى من الجانب العراقي بمعبر الوليد, في مايو/أيار من العام الماضي.