الحوار الجسر الذي يقلنا للآخر، ونحن بحاجة ماسة لهذا الحوار لنحيا بالتواصل الإنساني والتبادل المعرفي مع الآخر، ومن باب الحرية واحترام أنفسنا قبل الآخر ينبغي ألا يتحول هذا الحوار إلى خلاف يقطع أواصر الثقافة، هذا هو معنى ومراد الدعوة الكريمة التي قدمها الناقد محمد العباس التي ذكر فيها» أتمنى أن يكون زيدان ضيفا في مهرجان الجنادرية القادم أو معرض الشارقة او أبو ظبي، ليواجه خبراء اللغة والآثار والتاريخ وليقدموا مالديهم من أدلة معرفية مضادة.. الحالة الثقافية حالة حوارية وليست مجرد ردود أفعال عاطفية ومن الشجاعة واللباقة والحداثة أن يستضاف كمثقف وصاحب رأي وليس كنجم ثقافي» مقابل هذه الدعوة يقف سؤال يصلب نفسه مبتعدا عن العاطفة، ويتكئ على الصلح الثقافي كيف نحاور من لا يُقيم لنا وزنا فنحفظ ماء الوجه وتعتز بإرثنا وثقافتنا؟!. الجواب الهارب هو أيضا من العاطفة يقول:لا ندعوه لمهرجان ولا نقاطعه علينا أولا فهم الذهنية التي انطلقت منها فكرته عنا، ومن ثم مواجهته من قمة غروره التي دفعته لبعث رسائل كالتي يوافينا بها بين الفينة وأختها. الدكتور يوسف زيدان بطريقة حفاوتنا به والمبالغة التي نقيمها له ولغيره ظن أننا نشتري المثقفين لنشتري لأنفسنا التاريخ والمجد الزائف!، لهذا بعد شبعه ترفع عن زيفنا الذي ظنه حقيقتنا، وحقيقتنا التي ظنها زيفنا، وعذره معه فنحن نجهض كل بروز لمثقفينا مقابل المثقف الآخر، ونفرح بشهادة المثقف الآخر على توهّجنا وألقنا مقابل الاستخفاف بشهادة مثقفينا، والحل إهمال رأيه والكف عن عتبه، وتعليم أنفسنا بشواهدنا التاريخية حتى لا نفقد الثقة فيها وفينا ونعكف على كتابة الكتب وإقامة الندوات التي تدحض قوله وتبين وهج حضارتنا، وستصله نسخة من كل رسالة وندوة وكتاب وهذا هو ما يتناسب مع غروره وفهمه الثقافي الذي تجاوز به حدود الثقافة إلى احتقار الآخر، وبغير الكتب والندوات وتفعيل الأخلاق كيف نحاور من لا يقيم لنا وزنا وكيف نستطع معه صبرا؟!. على أي حال حين يقف المثقف على قمة غروره لا بد أن تمهد هذه القمة لمرحلة السقوط بنفس الأدوات الثقافية التي استخدمها وماحدث وسيحدث خير شاهد على هذا.