فيما الاستعدادات تجرى لعقد الملتقى الثقافي الوطني تمهيداً وتحضيراً لوضع خطط واستراتيجيات العمل الثقافي في المرحلة المقبل تضطلع (اليوم) بمهمة قراءة وكشف واقع الحركة الثقافية من خلال مجموعة من الاستطلاعات التي تتصدى للعديد من القضايا التي ترى أهميتها وفي هذه الحلقة تتوجه اليوم إلى المثقفين والمبدعين والمهتمين لاستطلاع آرائهم حول واقع المشاركات الثقافية والعربية والدولية في الفعاليات الثقافية داخل المملكة، ما رؤيتهم حول هذه المشاركات وما تطلعاتهم الخاصة نحو تفعيلها. ولأن إجازة الصيف كانت لنا بالمرصاد فقد كانت الردود على استطلاعنا أقل مما تصورنا ولنتابع ما وصلنا من آراء: هيكلة ثقافية د. يوسف حسين العارف مدير إدارة الثقافة والمكتبات بتعليم جدة يقول: كثيراً ما تتوخى الثقافة المحلية في تفعيل كينونتها إقامة المؤتمرات والمنتديات والمؤتمرات والمهرجانات المحلية للتعريف بمكتسباتها ومنجزاتها وبث الوعي بفلسفاتها ومنطلقاتها، وتفعيل الأسماء السعودية والنخب الثقافية لبلورة أدوارها وتعميق ولائها وانتمائها، وتجسيد الهوية السعودية المنبثقة من عقيدتها وحضارتها وكل ذلك سعيا إلى المعاصرة والتحديث والمجايلة لمثيلاتها من المنتديات والمهرجانات العربية والدولية. ومن تلك الفضاءات الثقافية المحلية يذكر على سبيل المثال لا الحصر جائزة الملك فيصل الإسلامية، ومهرجان الجنادرية، وملتقى النص بنادي جدة الأدبي السنوي، والمؤتمرات التربوية والتعليمية التي تقيمها المؤسسات العلمية كالجامعات والوزارات المعنية وكذلك الندوات التي تعقدها المكتبات الكبرى كمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات ومكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، ودارة الملك عبد العزيز .. وغيرها كثير وكذلك معارض الكتب الدولية التي تقام في بلادنا وكل ذلك يبلور واقعا ثقافيا محليا نتباهى به، وتعلق عليه الكثير من الآمال للتعريف بمنجزاتنا الثقافية، والجميل في ذلك هو التواصل مع الآخرين من اشقائنا العرب والخليجيين وربما يمتد التواصل إلى المؤسسات الثقافية الدولية مشاركة فاعلة وتواصلاً حميمياً يعطينا انطباعاً رائعاً بالتواصل والتقارب الثقافي وإذا كان هذا هو الواقع فإن الطموح يتجسد من خلال ما نتوقعه من وزارة الثقافة والإعلام التي تحققت في وطننا كمؤسسة رسمية ترعى الثقافة وتهتم بالشأن الثقافي لعلها تكرس هذا المفهوم التواصلي من خلال اتحادات الكليات وجمعيات الثقافة وإعادة سوق عكاظ والأسواق العربية التي تذكرنا بها أدبياتنا القديمة ليكون لنا مربدنا وجرشنا في عكاظ وذي مجاز وغيرها من المنتديات. إن وزارة الثقافة والاعلام مدعوة بشكل أكبر إلى تبني هذا الدور الطموح في بث ونشر ثقافتنا الإسلامية السعودية والتعريف بها من خلال المهرجانات الجديدة والمستقبلية وعليها البدء أولا بتوحيد الجهود الثقافية المتفرقة على العديد من المؤسسات والوزارات وتبنى هيكلة ثقافية موحدة، وتجميع المثقفين في شعب معرفية وتجمعات مؤسساتية حتى يسهل الرفع من معنوياتهم والقيام بأدوارهم الثقافية لخدمة الوطن. خطط جديدة ويقول الباحث / عبدالله بانقيب:لاشك أن ما يتوج نجاح أي مهرجان ثقافي هو تضافر المشاركات المتعددة ذات الاتجاهات المختلفة لأن الاختلاف في الطرح والمعالجة سمة صحية لأية فعالية ثقافية تود ان تكون حضورا مميزا في وعي من يتلقاها. وفي اعتقادي ان ما يعزز الاختلاف هو وجود مشاركات خارجية تمتلك خبرات متغايرة اذ لكل ثقافة مناخها الذي يعزز اطروحاتها ورؤاها الخاصة فعندما يتم تناقل هذه الرؤى وتبادلها بين ثقافات متعددة يتم الإخصاب الفكري الذي ينشده كل مهرجان ثقافي, فالمشاركات العربية في مهرجاناتنا المحلية طموح يتمنى تواجده كل مهتم بشؤون الثقافة والفكر ولا اظن ان هنالك من يشكك في قمة هذه الأمنية التي باتت مسلمة من مسلمات الوعي الفكري ويضيف في الواقع الحقيقي لمهرجاناتنا المحلية سنجد خبوء ضوء المشاركات العربية وقد يكون ذلك عائدا بالدرجة الأولى الى أسباب أيدلوجية مسبقة فرضت هذه التصور في حجب هذه المشاركات والكل يعلم ما يجب ان تتحلى به مهرجاناتنا المحلية من مراعاة لتقاليد البلد الذي نعيش فيه وتقاليد الفكر الذي يحيط به, احترام هذه التقاليد لا نشكك في قيمته وجدواه ولكن الخوف كل الخوف هو أن تتحول هذه المراعاة وان يتحول هذا الاحترام الى قيد نكبل به ضرورة التلاقح الثقافي بين الاتجاهات المختلفة لأنني اعتقد من جانب آخر ان هذا التلاقح سيعزز من روح الحوار وضوابطه التي لا تنبذ الاختلاف بالقدر الذي تحترم فيه خصوصيات الذات والاخر. لذلك فان من وجهة نظري الخاصة انه لابد من وجود استراتيجية جديدة لخطط هذه المهرجانات لاعادة النظر في قيمة المشاركات العربية وان تستهدف هذه الاستراتيجية اكبر عدد ممكن من هذه المشاركات أملا في الوصول الى نضج ثقافي أكثر فعالية لأن الواقع الحالي ينبئ وعن تواضع مستوى عدد هذه المشاركات في مهرجاناتنا المحلية وقيمتها لابد من اتساع الدائرة الى أوسع مدى يتلاءم كما أسلفت مع خصوصياتنا المحلية بذلك ستصبح اكثر مواكبة لروح الواقع واكثر قدرة على تلبية تطلعات أي مهتم بشؤون الثقافة والفكر. مشاركة فاعلة ويرى د.خالد التويجري انه في ظل المكانة المرموقة التي تتبوؤها المملكة بين دول العالم , سياسيا واقتصاديا وثقافيا وبحكم القدرة الفاعلة لديها والمؤثرة إيجابا في المحافل الدولية, والتقدير الذي تحظى به نتيجة لذلك, فهي في نظر العالم اجمع نقطة التقاء تربط بين خيوط كثيرة لهم, فالمملكة تستضيف سنويا من الحجيج لبيت الله الحرام الملايين والحج ظاهرة عالمية, ولأن ثقافة المملكة واضحة للعيان, معلومة الاسس والمنطلقات, صحية فان عامة الدول تسعى إلى مشاركة مبدعيها ومثقفيها, للاستفادة من الجو الثقافي العام بالمملكة وللتأثير والتأثر الإيجابي الا ان المشاركات تظل في الغالب رسمية الطابع, بعيدة بعض الشيء عن البيئة الثقافية الحقيقية, يتصدر أهدافها المشاركة الرسمية, ثم بعد ذلك الثقافية ولهذا يظهر على ملامحها شيء من التكلف والمجاملة, فحبذا لو ابتعدت هذه المشاركات عن الجو الرسمي, وزادت احتكاكها بالمبدعين والمثقفين المحليين ويأتي ذلك من خلال: @ زيادة الفعاليات والمهرجانات, فليس من المنتظر ان نظل على مهرجان واحد تختزل في داخله مجموعة من المهرجانات المفترضة, حبذا لو كانت هناك مهرجانات ثقافية أخرى خلال العام الواحد. @ تفعيل المؤتمرات والندوات الثقافية غير المهرجانية فهي شبه غائبة, فالجامعات والمؤسسات الثقافية قاطبة لا تكاد تخرج من المحاضرات, والندوات المقصورة على عدد محدود وبطريقة متواضعة جدا, أشبه ما تكون بالمجالس الأدبية وربما تمر مرور الكرام فما يدري عنها احد. @ الاهتمام بمعارض الكتب اكثر, فهي شبه مغيبة, وتدويل واحد منها على الأقل وتحويله الى مهرجان ثقافي. @ زيادة مشاركة المبدعين والمثقفين من الخارج والداخل وتنويعهم, خاصة اننا بحاجة الى هذا الاحتكاك المقنع, ورب مثقف سعودي متواضع يغير من نظرة مثقف غير سعودي ذي كلمة مقروءة في بلده, يغير من قناعاته حقيقة, وربما أدى هذا الى تغيير فكر شريحة من الناس يحسن بنا أن نغير من طريق تعاطينا مع المثقفين الآخرين, فهم الآن لا يحتكون الا بمثقفين شبه مفروضين عليهم, او يحتكون بسائحين, بعضهم ينقل صورة مشوهة , فيظن اننا جميعا هكذا أو أكثرنا , خاصة أن احتكاكنا الثقافي خارجيا بالآخر قليل مقارنة بالمفترض, ونحن بحاجة الى كل مثقف قادر على نقل صورة حسنة. @ تعميق الصلة اكثر بين المراكز الثقافية لدينا بعد إعادة هيكلتها وتأهيلها بالمراكز الثقافية في الخارج. @ إنني أتطلع الى جو ثقافي على مدار العام يشمل كافة الإبداعات الثقافية, يلتقي فيه المبدعون والمثقفون من الداخل والخارج, برعاية رسمية من خلال الجامعات والمراكز الثقافية, إضافة للموجود اليوم, كما اتطلع الى قيام الإعلام في تفعيل الثقافة الجادة والاستفادة من كافة النخب الثقافية وتوجيه طاقاتها. فالإعلام قادر على فعل الشيء الكثير للثقافة , كلاهما يصب في الاخر ويبقى على حرارة لهيبه. الفعل الثقافي ويقول القاص احمد القاضي: رؤيتي الشخصية لواقع تلك المشاركات والتي ربما تتكرر فيها نفس الأسماء والفعاليات والتي بالتأكيد لا تخلو من مجاملات ظنا منهم أننا لا نقرأ ما يكتب عنا في صحفهم وعلى العموم ليس هذا ذنبهم بقدر ما هو ارتجالية الدعوات ممن لا يعرفون إلى من يتوجهون وهناك أسماء عربية وغربية فاعلة ونقية هل أذكرها انها في المهاجر الغربية ليست لهم صداقات بالمتنفذين الثقافيين هنا ولك أن تنظر في ابرز الأسماء الأدبية لتعلم مدى تخلف مهرجاننا اليتيم عن الركب أما تطلعي فيتمثل في خروج المؤسسات الثقافية عن نسقيتها كما يقول الغذامي وارتهانها للفعل الثقافي وتطويره لكي لا تظهر صورنا فقط الشمغة فارغة ومنشاة بشكل جيد. د. خالد التويجري احمد القاضي