مع رؤية المملكة 2030 تظل الخبرة عاملاً أساسياً وركناً ثابتاً في تحقيق متطلبات ومقومات الخطط التي أقرتها الرؤية في ظل أهمية وجود دماء شابة وهيكلة جديدة تغيّر الطابع التقليدي في العمل.. في الوزارات يتقاعد سنوياً العشرات من الخبرات المؤهلة التي عايشت عقوداً من العمل ومن المتغيّرات في مجال العمل وفي إطار المستقبل. وللأسف فإن بعض الجهات لا تستفيد من هذه الخبرات حتى إن بعضهم لجأ إلى دول أخرى كي يوظّف خبرته التي استسقاها من عمله ووظّفها من خلال سنوات الدراسة في الغبرة وشهادات عليا تعزِّز مسيرته التي قضاها في خدمة دينه ووطنه. العديد من هذه الخبرات آثر الارتياح ولكن البعض لا يزال في جعبتهم الكثير وفي ملفاتهم العديد من الخطط والدراسات، وأنا هنا لا أعمم القاعدة ولكني أجزم أن هنالك قيادات يستوجب الأمر الاستفادة منهم خصوصاً في التخصصات النادرة والسيرة المليئة بالإنجازات والتي تحتاجها المرحلة القادمة من خلال رؤية الدولة وآمالها العريضة في تحويل السعودية لأنموذج عالمي في كل شيء بعنوان فريد من التميز والتفوق في كل المجالات. لن نغفل جانب الجيل الشاب ومن لديهم القدرات الحديثة في التخطيط ولكن يجب أن تطعم فرق العمل بالخبراء خصوصاً تلك الخاصة والمختصة بالتخطيط وبناء الإستراتيجيات ووضع القواعد الأساسية في المشاريع الجديدة وهي الأهم في أجندات الرؤية السعودية خصوصاً إذا ما علمنا أهمية تواءم الخطط مع تنوّع الأفكار وتعدّد الرؤى لنخرج في النهاية بخلطة جديدة من الفكر نحو مستقبل واعد تحكمه المهنية والخبرة والتجديد والابتكار. للأسف أن هنالك جهات لم تستفد من هذه العقول والبعض اتجه للعمل الخاص وكم أتمنى أن تتجه الوزارات والجهات الحكومية وجهات الدراسات وبناء الإستراتيجيات للبحث عن هذه الخبرات من أصحاب الأفكار المبتكرة والخبرات العريضة في مجال عملهم للنهل من معرفتهم وخصوصاً أننا في طور التأسيس وفي بداية الخطوات في هذه الرؤية والتي تحتاج فعلياً إلى الخبرة وإلى العقليات الوطنية وإلى رجال دولة من الطراز الأول حتى يكونوا عوناً للجيل الحاضر في بناء هيكلة الخطط وإلى وضع أساسيات الأهداف فالعمل التكاملي أساس كل نجاح وطريق عملي ومؤسساتي للوصول إلى تحقيق الأمنيات. وأتمنى أيضاً من مؤسسات المجتمع المدني التي تساند الدولة في التنمية وفي التخطيط إلى أهمية الاستفادة من هذه العقول بشكل صحيح من خلال خبراتهم بعيداً عن ملء مجالس الإدارات بأسماء فقط دون البحث عن الخبرات وتوظيف خبراتهم لمستقبل هذه الجهات. رسالتي إلى كل الجهات والقطاعات المعنية بتحقيق الرؤية 2030: الخبرة من أهم أدوات النجاح وأتمنى أن لا يظل هنالك خبراء بيننا خارج إطار الخدمة وفي معزل عن البناء التنموي لمستقبل هذا البلد.