خصص معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، درسه الشهري المعتاد بالمسجد النبوي الشريف لشرح معلومات عن الحج من خلال تقدمه شرح كتاب «زاد المعاد في هدي خير العباد» لابن قيم الجوزية -رحمه الله- ، وشهد الدرس حضور كبير من طلاب العلم وزائري المسجد النبوي وقاصديه من الحجاج للاستزادة والاستفادة من هذه الدروس بأسلوب معاليه وطريقة طرحه في الشرح. وبين معاليه تعريف الحج وهو في اللغة القصد وشرعا القصد لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة في وقت مخصوص بشرائط مخصوصة، وذكر شروطه: الإسلام، العقل، البلوغ، الحرية، الاستطاعة (بدنية ومالية). ثم بين أن من لا يستطيع أن يملك تصريحا للحج فهو معذور وهذا من الاستطاعة وللمرأة وجود المحرم وهو من تحرم عليه على التأبيد وإذا لم تجد محرما فلا حج عليها. وبين معاليه مواقيت الحج وهي نوعان: مواقيت زمانية وهي أشهر الحج ومواقيت مكانية وهي لأهل الشام (الجحفة)، ولأهل اليمن (يلملم)، ولأهل نجد (قرن المنازل) ولأهل العراق (ذات عرق)، ولأهل المدينة (ذي الحليفة) وأشار إلى أن من تجاوز الميقات ولم يحرم فقد ترك واجبا. وحدد خيارات الإحرام في الميقات فهو مخير بين ثلاثة نسك:» إما التمتع بالعمرة إلى الحج، أو القارن وهو إقران العمرة بالحج أو الإفراد وهو فقط أن يحرم بالحج فقط». ثم بين معاليه أركان الحج وهي: الإحرام، السعي، الوقوف بعرفة، طواف الإفاضة، والركن لا يصح الحج إلا به، والواجبات يجوز لمن تركها أن يجبرها بدم وهي الإحرام من الميقات، الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس، المبيت بمزدلفة ليلة العيد، رمي الجمار، الحلق أو التقصير، المبيت بمنى، طواف الوداع. ونبه معاليه من إيذاء المسلمين أو إلزام المسلم نفسه بما لم تلزمه به الشريعة السمحة ويجب أن يكون شعار الحج التوحيد والعبودية لله وحده، وليس هناك شعارات طائفية ولا حزبية، ولا يجعل المسلم أمن الحرم مجالاً للمزايدات أو المظاهرات، ويرعى أمن المسلمين وأمن الحرمين الشريفين، وإذا كان النبات يأمن والصيد يأمن فكيف لا يأمن المسلم في أعظم وأطهر الأماكن وأقدسها.