إن أسمى أنواع التضحية والفداء أن يقدم الإنسان حياته ودمه لله أولاً وللوطن دفاعاً عن مبادئ ثابتة آمن بها، حفاظاً على عقيدته ومن ثم صون كرامة الوطن والمواطن وحماية حدوده من أطماع الحاقدين والطامعين عملاء الأجنبي وأحفاد أبي رغال... ودفاع قواتنا الباسلة من أجل الحق والعدل واستغاثة الشرعية الدستورية التي أطلق ندائها الرئيس اليمني منصور عبدربه هادي مستنجداً بأخيه بطل العروبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نصره الله وانطلقت النجدة ممثلة بأسراب نسور عاصفة الصحراء لتدك عصابات الشر الحوثية المتمردة على القانون والعميله للنظام الإيراني المحرض على الإرهاب والفوضى في عالمنا العربي بعلو دخان نيران مؤامراته من ليبيا حتى باب المندب والهدف من هذا الإرهاب المأجور تخريب المؤسسات الاقتصادية وتقسيم كيانها الموحد إلى كنتونات ضعيفة يسهل ابتلاعها ولا يمكن القبول والسكوت عن اعتداء يهدمها ويخرب بنيتها، وتعريض الأمن القومي العربي لأي تهديد محتمل وهكذا كان دم شهداء الواجب يروي ويعطر تراب الوطن الغالي وبكل شجاعة وبطولة ونحتسبهم من الأبرار في الفردوس الأعلى وسجلت كوكبة شهداء الوطن أبطال حرس الحدود ملحمة الفداء في الدفاع عن الدين والوطن والذين قدموا حياتهم الغالية هدية ثمينة وعزيزة لوطنهم وأمتهم التزاماً بالتمسك بالواجب الوطني والولاء للقياده المخلصة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين وولي ولي عهده الحازم وحكومته الرشيدة. هذا الفداء الغالي جاء برضاء وبذل سخي للذود عن تراب الوطن والتمسك بالحق والعدل ومنع أي اعتداء حدودنا الإقليمية ومنع أي تخريب لمكاسب هذه الدولة المباركة الناهضة؛ فالفئات الضالة من المتطرفين الحوثيين المغالين في فرض أهدافهم المنبوذة بالقوة دون رادع من دين أو ضمير حي يردعهم لتعكيرهم صفو الأمن العربي القومي خدمةً لعمالتهم للأجنبي الطامع والموجهة بكل غباء من طهران وقم.. والاتجاه بعدوانهم الوحشي نحو حدود هذه المملكة المسالمة القوية بسواعد أبنائها حماة الوطن. هذه المملكة الغالية على كل من سكنها المفتخرة بخدمتها للإسلام والمسلمين والتي رقت -ولله الحمد- أعلى مستويات التنمية بكل صنوفها من اقتصادية واجتماعية، وأصبحت مركزاً سياسياً مؤثراً في المجالين الإقليمي والدولي، تدعوا للسلم والسلام بصورة إيجابية تنفيذاً للسياسة الحكيمة الصادقة والتي خطها مؤسسها الملك الإمام عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه في محيطنا العربي والإسلامي والدولي وما قدمته قيادتها المخلصة المباركة لخير الشعوب العربية والإسلامية لا يمكن حصره وتعداده في مقال مختصر، ولنترك الأفعال بعيداً عن الأقوال؛ فحكومتنا الرشيدة تعطي الأهمية القصوى لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتضع الخطط المتوازية للنمو الاقتصادي والملائم لخاصية أوضاعنا الاجتماعية، وتحاول جاهدة أن تعتمد سياسة الأمن الوقائي الذي يرتكز على التوعية الاجتماعية لأخطار الإرهاب والجريمة المنظمة على مجتمعنا الإسلامي المسالم، وكيفية مكافحة ناقليه ومؤيديه في مجتمعنا ومجتمعات الجوار، ولا بد من تعاون جاد وصادق بين المواطنين ورجال الأمن الأشاوس وأن يكون كل فرد منا درعاً واقياً بوجه أخطار العصابات الإرهابية وكشفهم قبل تدميرهم لمجتمعنا ومكاسبنا الاجتماعية والاقتصادية. وعبرت تأدية واجب العزاءمن قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود لأسر شهداء الواجب. وقد تركت الأثر البالغ في نفوس عوائل أبطال حرس الحدود وأبطال قواتنا المسلحة لهذه اللفتة الإنسانية من لدن قيادتنا الرشيدة. وجاءت عاصفة الوفاء والشهامة والفداء عاصفة الحزم لنجدة الشقيق الجار والمحافظة على السلم الاجتماعي في الجارة الشقيقة اليمن مثالًا حياً للتضامن العربي الخليجي وتكريم حي للشهيد ورفاقه المقاتلين في الجبهة المنصورة واستمرار لمشاركته بالمعركة لفتة وفاء للشهداء الغاليين. وموقفاً كريماً لبطل قدم حياته وبصورة فعلية وصادقة للذود عن الوطن هو وأشقاؤه الشهداء من أبناء القوات المسلحة ورجال الأمن البواسل وصورة حية من التلاحم بين المواطن الصالح وقيادته المخلصة والتمسك بأرض الوطن ولطمة قوية في وجوه كل المشككين بوحدتنا الوطنية ومروجي الإشاعات الرخيصة المعتمدة على أكاذيب مدسوسة وهؤلاء الخارجين عن إجماع الأمة والمغردين خارج السرب بحقد شخصي أو مغسولة أدمغتهم المتأخرة بهوس العمالة للأجنبي ممثلين لخزي الطابور الخامس وأن بأعمالهم هذه وأبواقهم الفضائية لتقدم خدمة مجانية أو مدفوعة الأجر للإعلام المعادي المأجور ضد بلادنا الغالية واعتداء على أمن وحرية المواطنين بتعكير أمنهم وإرهابهم ، وقد تصدى لأكاذيبهم كل مواطن مخلص... أنها لفتة تكريم وتقدير ووفاء مستحقة من لدن ولي الأمر القائد العام للقوات المسلحة لشهداء الواجب الأبرار وتثميناً حياً لبطولتهم وشجاعتهم في الدفاع عن الوطن الغالي، رحم الله شهداء الواجب والوطن وأسكنهم جنات النعيم. قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. صدق الله العظيم.