وقعت «أرامكو السعودية» أمس الأربعاء، آخر أربعة عقود رئيسة من أعمال الهندسة والإنشاء لمشروع الفاضلي للغاز والكهرباء العملاق، الذي سيتم تنفيذه شمال غرب مدينة الجبيل بالمنطقة الشرقية، وذلك تحقيقًا للتوسع الكبير في إنتاج الغاز لتلبية الطلب المحلي المتنامي على الطاقة في المملكة، وزيادة كفاءة استخدام الوقود في قطاع الكهرباء. ويمثل معمل الغاز في الفاضلي التابع ل»أرامكو السعودية»، مرحلة أخرى لتوفير المزيد من الغاز الطبيعي لشبكة الغاز الرئيسة في المملكة، وتوفير مزيد من اللقيم للصناعات ومصادر الطاقة في المملكة، ضمن رؤية 2030 ومساهمة في تطبيق خطة التحول الوطني. حضر حفل توقيع عقود المشروع رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر، وأعضاء الإدارة العليا ب»أرامكو السعودية»، وكبار الإداريين والمسؤولين التنفيذيين في الشركات التي ستضطلع بتطوير وتنفيذ مشروع الفاضلي للغاز والكهرباء. ووقعت «أرامكو السعودية»، عقد بناء مرافق الغاز البحرية في حقل الحصباة مع شركة لارسن توبرو السعودية، وعقد مشروع ربط الفاضلي بمراكز الطلب عبر خطوط الأنابيب مع شركة كاد السعودية. وكذلك عقد إنشاء مرافق التوليد المشترك للطاقة والبخار مع الشركة السعودية للكهرباء وفرع شركة الطاقة الدولية، فضلاً عن عقد إنشاء المرافق السكنية مع شركة السبيعي وأبنائه القابضة للاستثمار. وكانت «أرامكو السعودية» قد وقعت مجموعة أخرى من العقود الخاصة بالمشروع مع عدد من الشركات في أكتوبر من عام 2015م. وبهذه المناسبة قال المهندس الناصر: «أصبحت إمدادات الغاز الطبيعي تحتل أهمية كبرى في مجال الطاقة في مختلف دول العالم، ويمثل مشروع الفاضلي العملاق والرائد للغاز والكهرباء، بجوانبه المتعددة، خطوة كبيرة ضمن سعينا لمضاعفة حجم إمدادات الغاز في المملكة خلال السنوات العشر المقبلة من أجل تحقيق الأهداف الطموحة للتنمية الصناعية والاقتصادية في البلاد وفق ما ترسمه الرؤية السعودية 2030». وأضاف الناصر: «لا شك أن توفر كميات أكبر من الغاز يعني توفر مزيد من اللقيم لتوسعة قطاعات قائمة وظهور قطاعات أخرى جديدة، وسيترجم ذلك في النهاية إلى خلق فرص عمل جديدة. وعلاوة على ذلك، فإن زيادة استخدام الغاز الطبيعي ضمن مزيج الوقود في المملكة سيجلب فوائد بيئية جمَّة تتمثل في تخفيض الانبعاثات الناتجة من استخدام الوقود». واستطرد الناصر في حديثه قائلاً: «إن شبكة غاز الفاضلي ستكون فريدة من نوعها، فمن الناحية البيئية، سيراعى في تصميمها تحقيق أعلى معدلات استخلاص الكبريت بواقع 99.9 في المائة بفضل الاعتماد على عملية معالجة غاز العادم في المعمل بما يتفق مع معايير أرامكو السعودية للمحافظة على البيئة والمقدرات الطبيعية». وأشار إلى أن القيمة الإجمالية لمعمل غاز الفاضلي تزيد على 50 مليار ريال، وأنه يحقق نسبة دعم متميزة لتحفيز القطاع الخاص لتصنيع السلع وتوفير الخدمات محليًا وكذلك تشجيع الاستثمار الأجنبي للشركات الكبيرة والمتفوقة تقنيًا بما يحقق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، حيث يطمح المشروع لتخصيص ما يفوق 40 في المائة من تكلفة مرافق المشروع للمواد والخدمات المصنعة داخل المملكة. وبين أنه سيكون للمشروع أثر إيجابي ملموس «بإذن الله» حيث سيستخدم معدات وأجهزة متطورة سيتم تصنيعها في المملكة كتوربينات التوليد الكهربائي، ومن المتوقع أن يوفر نحو 4500 فرصة عمل للمواطنين، بشكل مباشر وغير مباشر ما بين فرص عمل دائمة ومؤقتة وتدريب على رأس العمل. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع، بمشيئة الله، بنهاية عام 2019م، حيث سيمثل هذا المعمل بعد إنجاز أعمال إنشائه أحد أهم مكونات المنظومة الرئيسة لإمدادات الغاز في المملكة، إِذ من المقرر أن تبلغ طاقة المعالجة الإجمالية للمعمل 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب؛ منها 2 مليار قدم مكعبة قياسية من حقل الحصباة البحري، و500 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب من حقل الخرسانية البري. كما يتوقع أن ينتج المعمل 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع، و4.000 طن متري في اليوم من الكبريت، و470 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز لتشغيل محطة مجاورة للتوليد المشترك للكهرباء التي ستلبي متطلبات الطاقة والبخار للمحطة وتصدر نحو 1.100 ميغاواط من الكهرباء. وستضيف مشروعات تطوير حقول الغاز الجديدة البرية والبحرية في كل من واسط ومدين والفاضلي أكثر من 5 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب لطاقة المعالجة في شبكة الغاز الرئيسة، حيث ستسهم في الوصول بالطاقة الإنتاجية للغاز في المملكة إلى أكثر من 17 مليار قدم مكعب قياسية من الغاز بحلول العام 2020. وستعمل هذه الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي على إيجاد مزيد من الفرص في عديد من القطاعات الصناعية السعودية منها الحديد والصلب، الألومنيوم، البتروكيميائيات، تحلية المياه، إنتاج الكهرباء، والصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة التي تعمل على إنتاج المذيبات، والوقود، والمواد المتقدمة الأخرى. ويعد مشروع معمل غاز الفاضلي امتدادًا لمشروعات أخرى تسهم في تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني 2020 وهو تعويض الاحتياطات والمحافظة على الطاقة الإنتاجية للبترول وزيادة حجم إمدادات الغاز من خلال تطوير أعمال الاستكشاف والاحتياطات، المرتبط بأحد أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وهو تطوير قطاع النفط والغاز ورفع تنافسية قطاع الطاقة.