وقعت شركة أرامكو أمس آخر أربعة عقود هندسية مع شركات، من بينها السعودية للكهرباء وانجي الفرنسية لبناء مشروع محطة الفاضلي لمعالجة الغاز، والذي سيتم تنفيذه شمال غرب محافظة الجبيل، وذلك تحقيقًا للتوسع الكبير في إنتاج الغاز لتلبية الطلب المحلي المتنامي على الطاقة في المملكة، وزيادة كفاءة استخدام الوقود في قطاع الكهرباء. وتوقعت «أرامكو» استكمال المشروع البالغة قيمته 50 مليار ريال، بنهاية 2019، وكانت الشركة وقعت أواخر العام الماضي عقودا أخرى للمشروع. ويضم المشروع إنشاء محطة للكهرباء بطاقة 1500 ميغاوات، ومن المقرر أن يرفع المشروع الطاقة الإنتاجية للغاز في المملكة لأكثر من 17 مليار قدم مكعبة معيارية بحلول 2020. وأكد المهندس أمين الناصر رئيس ارمكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين في مؤتمر صحفي أمس أن القيمة الإجمالية لمعمل غاز الفاضلي تزيد على 50 مليار ريال، حيثُ تمثل تكلفة 14 مشروعاً تشمل منصات انتاج في البحر ووحدات معالجة على اليابسة، إضافة إلى المرافق الضرورية لتشغيل وحدات الاستخراج. وعن معمل التوليد، أوضح أن حصة ارامكو ستكون 4 مليارات ريال والمبالغ الأخرى ستكون موزعة على بقية الشركاء في المشروع. وأضاف: «من المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع، بمشيئة الله، بنهاية عام 2019م، حيث سيمثل هذا المعمل بعد إنجاز أعمال إنشائه أحد أهم مكونات المنظومة الرئيسة لإمدادات الغاز في المملكة، حيث من المقرر أن تبلغ طاقة المعالجة الإجمالية للمعمل 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب؛ منها 2 مليار قدم مكعبة قياسية من حقل الحصباة البحري، و500 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب من حقل الخرسانية البري. ومن المتوقع أن ينتج المعمل 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع، و4.000 طن متري في اليوم من الكبريت، و470 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز لتشغيل محطة مجاورة للتوليد المشترك للكهرباء والتي ستلبي متطلبات الطاقة والبخار للمحطة وتصدر نحو 1.100 ميغاواط من الكهرباء». وتوقع الناصر ان تضيف مشاريع تطوير حقول الغاز الجديدة البرية والبحرية في كل من واسط ومدين والفاضلي أكثر من 5 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب لطاقة المعالجة في شبكة الغاز الرئيسة، حيث ستسهم في الوصول بالطاقة الإنتاجية للغاز في المملكة إلى أكثر من 17 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز بحلول العام 2020. وستعمل هذه الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي على إيجاد مزيد من الفرص في عديد من القطاعات الصناعية السعودية منها الحديد والصلب، والألومنيوم، والبتروكيميائيات، وتحلية المياه، وإنتاج الكهرباء، والصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة التي تعمل على إنتاج المذيبات، والوقود، والمواد المتقدمة الأخرى. وأبان: «لدى أرامكو دراسات كثيرة لمشاريع مختلفة ووقعنا اتفاقات مع شركة لانكسس وأسسنا شركة ارلانكسو للبتروكيماويات بنسبة 50% لشركة ارامكو وتشتغل في 9 دول ب 20 معملا و4 مراكز أبحاث». ويمثل معمل الغاز في الفاضلي التابع لأرامكو السعودية مرحلة أخرى لتوفير المزيد من الغاز الطبيعي، لشبكة الغاز الرئيسة في المملكة، ولتوفير مزيدٍ من اللقيم للصناعات ومصادر الطاقة في المملكة، ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ومساهمة في تطبيق خطة التحول الوطني. وحضر حفل توقيع عقود المشروع رئيس أرامكو، وأعضاء الإدارة العليا بأرامكو السعودية، وكبار الإداريين والمسؤولين التنفيذيين في الشركات التي ستضطلع بتطوير وتنفيذ مشروع الفاضلي للغاز والكهرباء. وتابع:«وقعت أرامكو السعودية عقد بناء مرافق الغاز البحرية في حقل الحصباة، مع شركة لارسن توبرو السعودية، وعقد مشروع ربط الفاضلي بمراكز الطلب عبر خطوط الأنابيب مع شركة كاد السعودية. وعقد إنشاء مرافق التوليد المشترك للطاقة والبخار مع الشركة السعودية للكهرباء وفرع شركة الطاقة الدولية، وعقد إنشاء المرافق السكنية مع شركة السبيعي وأبنائه القابضة للاستثمار. وكانت أرامكو السعودية قد وقعت مجموعة أخرى من العقود الخاصة بالمشروع مع عدد من الشركات في أكتوبر من العام 2015م». وعن أهمية مشروع الفاضلي قال: «أصبحت امدادات الغاز الطبيعي تحتل أهمية كبرى في مجال الطاقة في مختلف دول العالم، ويمثل مشروع الفاضلي العملاق والرائد للغاز والكهرباء، بجوانبه المتعددة، خطوة كبيرة ضمن سعينا لمضاعفة حجم إمدادات الغاز في المملكة خلال السنوات العشر المقبلة من أجل تحقيق الأهداف الطموحة للتنمية الصناعية والاقتصادية في البلاد وفق ما ترسمه الرؤية السعودية 2030». كما أضاف الناصر: «لاشك أن توفر كميات أكبر من الغاز يعني توفر مزيد من اللقيم لتوسعة قطاعات قائمة وظهور قطاعات أخرى جديدة، وسيترجم ذلك في النهاية إلى خلق فرص عمل جديدة. وعلاوة على ذلك، فإن زيادة استخدام الغاز الطبيعي ضمن مزيج الوقود في المملكة سيجلب فوائد بيئية جمَّة تتمثل في تخفيض الانبعاثات الناتجة من استخدام الوقود». وأشار التاصر إلى ان شبكة غاز الفاضلي ستكون فريدة من نوعها، فمن الناحية البيئية، سيراعى في تصميمها تحقيق أعلى معدلات استخلاص الكبريت بواقع 99.9٪ بفضل الاعتماد على عملية معالجة غاز العادم في المعمل بما يتفق مع معايير أرامكو السعودية للمحافظة على البيئة والمقدرات الطبيعية. وأنه يحقق نسبة دعم متميزة لتحفيز القطاع الخاص لتصنيع السلع وتوفير الخدمات محليا، وكذلك تشجيع الاستثمار الأجنبي للشركات الكبيرة والمتفوقة تقنيا بما يحقق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، حيث يطمح المشروع لتخصيص ما يفوق 40% من تكلفة مرافق المشروع للمواد والخدمات المصنعة داخل المملكة. وبين أنه سيكون للمشروع أثر إيجابي ملموس بإذن الله حيث سيستخدم معدات وأجهزة متطورة سيتم تصنيعها في المملكة كتوربينات التوليد الكهربائي، ومن المتوقع أن يوفر نحو 4500 فرصة عمل للمواطنين، بشكل مباشر وغير مباشر ما بين فرص عمل دائمة ومؤقتة وتدريب على رأس العمل. ويعد مشروع معمل غاز الفاضلي امتداداً لمشاريع أخرى تسهم في تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني 2020 وهو تعويض الاحتياطات والمحافظة على الطاقة الإنتاجية للبترول وزيادة حجم إمدادات الغاز من خلال تطوير أعمال الاستكشاف والاحتياطات، المرتبط بأحد أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وهو تطوير قطاع النفط والغاز ورفع تنافسية قطاع الطاقة. وفي رده على الصحفيين قال الناصر فيما يخص حصة أرامكو في سوق الشرق آسيوية: انها دائماً في ازدياد وكمية الانتاج تزداد بازدياد الطلاب، مبيناً أن أسعار البترول مقارنة بأول السنة في تحسن مستمر. وتابع: «نحن نعمل مع عملائنا الحاليين او المحتملين بأسس ثابتة اولها الموثوقية وثانياً الجودة في جميع أعمال الإنتاج والبيع، والشركات العالمية ترى قيمة كبيرة في التعامل مع ارامكو، مؤكدا ان أرامكو لم تخسر أي عميل من عملائها المهمين. رئيس أرامكو مع مجموعة من مهندسي المشروع خلال توقيع العقود مع أربع شركات