بالمطر يستبشر العباد، وتحيى الأرض الميتة وتكتسي الأشجار بالأوراق، و تزهر البلاد، لا خلاف بأن المطر إن اشتد يخلّف كوارث لا حصر لها من تخريب للطرقات و ما إلى ذلك. مدينة جدة تعتبر بأنها الوجهة الأولى في المملكة العربية السعودية للسائح، وتعد الأولى أيضاً من حيث مشاريع الأبراج وناطحات السحاب إلى آخره مما تتميز به هذه المدينة التي أخذت عدة مواقف من المطر، ينتابها الذعركلما ابتدأت قطرات المطر بالنزول و لا يزول ذلك الذعر إلا بزوال آخر قطرة من مطر. لابد لهذه المدينة الجميلة أن تتأهب تمام التأهب للمطر، لابد من أخذ بالحسبان بأن الزخات إن اشتدت ستتحول إلى غزارة تحجب الرؤية أو سيول تؤدي إلى الهلاك، فكم من مرة ظلمنا التجمعات المائية بأنها أفقدتنا أرواحاً كثيرة، وخربت منازل وجرفت عربات وما إلى ذلك، بينما هي بالحقيقة لم تجد لها مأوى مناسبا تأوي إليه. هناك بلدان يمكث بها المطر على مدار السنة، لم يحدث بها كما حدث في جدة، لاريب بحدوث الفيضانات بالبلدان الأجنبية، الفيضانات التي هي تزايد وتراكم للمياه المتدفقة، المتدفقة بشدة، لا مطر ساعة أو ساعتين، فكم من الأمطار سقت كافة أرجاء المملكة هذه الأيام وجدة مازالت تستسقي رجاءً لنزول المطر لكن الله يعلم بحالها وما الذي سيلحق بها إثر سقوط قطرات بسيطة، ... فرحمها. ففي تلك المرة في يوم ماطر بينما كنا نسير في سيارتنا الصغيرة في الشارع، و إذا بشاحنة قد توقفت محركاتها في مستنقع بسيط، فكيف هو الحال إن استمر ليوم كامل، أوليومين أو لأسبوع مثلاً! ما الذي سيحل بجدة و أهلها؟ فكم من العمران الشاهقة قيد الإنشاء في تلك المدينة ولم نر أي تفاعل لتفادي تجمعات مياه الأمطار، فكم ستلبث جدة رهينة الخوف من المطر؟