وأنت تقرأ هذه الصحيفة وغيرها من الصحف أو الكتب ربما لا تسأل نفسك من أين جاء ورق هذه الكتب وتلك الصحف وكيف تمت صناعته وإنتاجه. عن «صناعة الورق» كانت هذه «الإطلالة» حسب المعلومات التاريخية فإنه لم يكن الورق الذي تراه الآن وتتحسسه بأصابعك معروفا عند الفراعنة. فهم كانوا يستخدمون ورق البردى الذي كان يصنع من ألياف نبات البردى الذي كان منتشرا في مصر الفراعنة.. فكان الفراعنة يضمون صحائف البردى جنبا إلى جنب ويلصقونها بغراء خاص فتتجمع مكونة لفائف طويلة. بعضها يصل إلى عدة أمتار..؟! وفي القرن 8 و9 بعد الميلاد حل الورق المصنوع من الخرق البالية والألياف النباتية بدلا عن ورق البردى ولما وصلت الفتوحات الإسلامية لمدينة سمرقند ووصلت إلى الصين في عهد هشام بن عبد الملك نقل المسلمون صناعة الورق من الصين حيث كانت صناعة الورق مزدهرة فيها. وأقاموا في سمرقند بتركستان أول مصنع للورق عام 705م . وهكذا استطاع المسلمون نقل هذه الصناعة إلى بغداد ومنها إلى دمشق ومصر.. وعندما وصل العرب إلى الأندلس نقلوا هذه الصناعة المهمة والمطلوبة اليها ومنها إلى دول أوربا وأمريكا.. وبني أول مصنع للورق في أوربا في مدينة فالنسيا الإسبانية وذلك في عام 1150م. وبحلول نهاية القرن ال15 م وافتتح مصانع الورق في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وبحلول نهاية القرن ال16م انتشرت صناعة الورق في جميع أنحاء أوروبا. وفي البداية كانت صناعة الورق تعتمد كثيرا على العمل اليدوي والأساليب التقليدية المعروفة في الصين ولدي العرب باستخدام ألياف النباتات وعلى الأخص الأشجار والخرق البالية واستخراج مادة السيليلوز من النباتات. إضافة إلى ألياف القطن والكتان في مزيج أنتج أنواعا مختلفة من الأوراق الممتازة والتي كانت ذات جودة للكتابة وحتى الطباعة والاستنساخ.؟! وفي العقود الأخيرة باتت صناعة الورق تعيش عصرها الذهبي من خلال عملية التدوير. وربما نصف الألياف المستخدمة في صناعة الورق باتت تأتي من الخشب الذي يتم قطعه خصيصا لهذه الصناعة مع المواد المتبقية من ألياف الخشب ونشارته وأوراق قصب السكر والخيزران وبعض المواد النباتية والأقمشة المعاد تدويرها وما نشاهده اليوم من أنواع مختلفة ومتباينة من الورق يعود إلى المواد المضافة في عملية التصنيع ودخول القنية الحديثة في مجال صناعة الورق حيث استطاعت التقنية أن تساهم بدقة في تطوير هذه الصناعة بصورة لافتة ومتميزة. كذلك راحت المصانع والشركات المنتجة للورق تتفنن في تقديم كل جديد من أنواع الورق ولمختلف مجالات الاستعمالات. فهناك ورق خاص بالصحف. والكتابة والطباعة وورق خاص بالرسم وأنواع ذات جودة عالية تصنع مخصوص لحكومات كأوراق النقد. وأوراق خاصة بالكتابة ذات جودة وألوان رومانسية. وكلما تنوعت المواد المضافة خلال عملية التصنيع والإنتاج كلما أنتج نوعا من الورق المناسب لكل مجال أو عمل والبركة في التبييض والتحبير والتلوين وحتى الزخرفة التي يعتمد فيها على فنانين ومصممين محترفين..؟!