ملاحة الرياضة ولذتها تكمن في التنافس الذي يحتدم بين المتبارين وقد جبل الإنسان منذ القدم على الصراع مع الآخر ومالت نفسه دائماً إلى الفوز ومع توسع قاعدة التنافس فإن كل فرد سيجد نفسه مشاركاً كلاعب أو كمشجع وهذا بدوره يستدعي منا الانحياز الى أحد المتبارين أو أحد الفريقين ومن هنا يكمن سر التشجيع والميول بدافع المعرفة أو بتأثير الأصدقاء أو بسبب الجوار أو قد تكون أسباب الميول مناطقية أو وطنيه لكن العادة اقتضت أن ينتهي التنافس بانتهاء الحدث ويعود الجميع متحابين ومبتسمين وذلك بسبب أن من لم يفز في يومه فسيفوز في يوم آخر والحال كذلك مع الخاسر الذي سيتمكن من التعويض لاحقاً, فليس هناك فائز لا يخسر ولا مهزوم لا يكسب والاجتهاد هو المحفز الذي يقود للتميز والنجاح. في كرة القدم عندنا أصبح مؤخراً هناك مغالاة في الانحياز وتطرف في التشجيع ونتج عن ذلك مبالغة في الحب والكراهية وصار تشجيع الأندية لدينا يرقى إلى درجة الانقسام بين الناس بما يسمح لي أن أدعي أنه قد صار لدينا طائفية في الميول ومعلوم ما تورثه الطائفية من حزازات وأحقاد بين الأفراد. ليتنا نقلل من مغالاتنا ومن تنابزنا ومعايرتنا لبعضنا البعض وأن تعود للكرة أخلاقياتها السامية وعلى هيئة الرياضة أن تلحظ هذا الانحراف في أساليبنا التشجيعية وأن تنسق مع الإعلام لتخفيف حقن النفوس وشحنها والذي تتولاه القنوات التلفزيونية قبل وبعد كل مباراة وأن نمارس التسامح باعتبار المباراة حالة تنافسية ترفيهية وليست معركة حربية.